فاطمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفرق بين التعلم التعاوني والتدريس التعاوني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فاطمة




المساهمات : 979
تاريخ التسجيل : 05/04/2008

الفرق بين التعلم التعاوني والتدريس التعاوني  Empty
مُساهمةموضوع: الفرق بين التعلم التعاوني والتدريس التعاوني    الفرق بين التعلم التعاوني والتدريس التعاوني  Emptyالثلاثاء مايو 31, 2011 8:20 pm

الفرق بين التعلم التعاوني والتدريس التعاوني


بعد تبلور مفهوم التعلم التعاوني Cooperative Learning، طفا على سطح الدراسات التربوية في السنوات الأخيرة، مفهوم يتشابه مع هذا المفهوم نظريًا ويختلف عنه تطبيقيًا، وهو مفهوم التدريس التعاوني Teaching Cooperative.
فإذا كان التعلّم التعاوني يفترض (تعاونًا بين المتعلمين) مختلفي الاستعدادات والميول والاتجاهات، فإن التدريس التعاوني يفترض (تعاونا بين المعلمين) مختلفي التخصّصات والقدرات والخبرات.. في غرفة صف وحصة دراسية واحدة.

تتمثل أوجه التعاون بين القائمين بالعملية التعليمية في أمور منها: الاشتراك في وضع الأهداف، والقرارات، والاشتراك في عملية التدريس، والمسؤولية عن الطلاب، وتقويم أدائهم، وحل المشكلات المشتركة وإدارة الفصل.... إلخ. ومن هنا، فالفصل الدراسي بهذا التصور الجديد لم يعد حكرًا على معلم واحد، وإنما أصبح ملكية مشتركة بين عدد من المعلمين والأخصائيين داخل المؤسسة التعليمية، بحيث تكون الغاية هي الارتقاء بعملية التعليم لدى التلاميذ.

مفهوم التدريس التعاوني Teaching Cooperative فقد تعرض مفهوم التدريس التعاوني إلى العديد من التأويلات أو التفسيرات في بداياته غير البعيدة، إذ تداخل أحيانًا مع مفاهيم أخرى كتدريس الفريق Team Teaching، والشراكة Partnership، والزمالة Collegiality، ويتمثل نجاح عمل التدريس التعاوني في التخطيط المشترك القائم على دراية كاملة بالمنهج، حيث إن عدم توافر الدراية بالمنهج لدى أي منهما كفيل بتحويل أحدهما من كونه معلمًا مشاركًا Co-Teacher إلى مساعد معلم Assistant؛ ففي إطار الإعداد للتدريس المشترك وتنفيذه، يجد العاملون في المؤسسة التعليمية تغيرات عظيمة في روتين عملهم اليومي. وللتغلب على المخاوف والتوتر المصاحب لهذا التغير، يجب على هؤلاء المعلمين الشعور بالمسؤولية عن هذا التغير وأن نجاحه أو فشله في أيديهم بالدرجة الأولى.
التدريس المشترك على طاولة البحث:
يتمثّل التدريس التعاوني (التدريس المشترك) في قيام اثنين أو أكثر من المعلمين بعملية التدريس لمجموعة من الطلاب ذوي حاجات تعلّم مختلفة. ويزيد هذا الاتجاه من فرصة وجود العديد من الخيارات التعليمية، ويحسن من جودة البرامج، ويوفر الدعم للطلاب ذوي الحاجات الخاصة، حيث يمكنهم الاستفادة من مناهج التعليم للطلاب العاديين في حالة توفر هذا الدعم. فالمعلمون ومساعدوهم من اختصاصيي تعليم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة الذين يتمتعون بدرجة من المرونة، يمكنهم العمل سويًا بنجاح لأداء هذا الدور التعاوني. ويحتاج المعلم المشارك co-teacher إلى الإعداد والتدريب الكافيين بالإضافة إلى الدعم الإداري من قبل الهيئة الإدارية بالمؤسسة التعليمية، هذا بالإضافة إلى إتاحة الفرص لديه لتنمية روح وعلاقات التعاون مع غيرهم من العاملين بالمؤسسة التعليمية. وينبغي تخطيط وتنفيذ البرامج التعليمية على التعاون بصورة منتظمة بحيث يمثل عنصر الاتصال المتواصل بين العاملين بالمؤسسة التعليمية أحد أسس نجاح تلك البرامج.
في دراسة قام بها ماكورميك وآخرون (2001م) لبحث دور التعاون في تحسين جودة بيئة التعلم learning environment داخل المؤسسة التعليمية، وجد الباحثون أن علاقات الشراكة بين العاملين واتفاق الآراء والسمات الشخصية والأداء المهني من الأمور التي تعمل على تحسين جودة بيئة التعلم.
كذلك أشارت الدراسات إلى وجود آثار إيجابية للتعاون والشراكة بين المعلمين على تحصيل الطلاب، فمثلاً قام Welsh (2001م) بدراسة أثر هذه الشراكة على أداء الطلاب العاديين والطلاب ذوي الحاجات الخاصة في بعض جوانب المنهج الدراسي، فتوصل إلى حدوث ارتفاع في مستوى تحصيل الطلاب أكاديميًا في مقرر القراءة والهجاء.
كما قام(1999م) Luckner بإجراء ملاحظات ومقابلات مستفيضة مع الطلاب الصم وأولياء أمورهم ومعلميهم ومديري المؤسسات التعليمية، فوجد أن للتدريس التعاوني أثرًا فعالًا في العملية التعليمية، مما حدا به إلى التوصية بتشكيل فرق للتدريس داخل المؤسسة التعليمية يختص كل فريق بتناول جانب أكاديمي ما بشكل تعاوني بدلاً من أن يعمل كل معلم على حده.
وفي دراسة مقارنة قام بها كل من & Zigmond Rice (1999م) لبحث دور استخدام المدخل التعاوني في التدريس في توفير الدعم والتأييد للطلاب ذوي الإعاقات والمندمجين داخل الفصول العادية بالمرحلة الثانوية في كل من ولاية بنسلفانيا Pennsylvania بالولايات المتحدة وولاية كوينزلاند Queensland بأستراليا، قام الباحثان بمقارنة أدوار ومسؤوليات معلمي المواد الدراسية المختلفة في ظل نظامين تعليميين مختلفين، حيث كانت تتوفر العلاقات التعاونية بين المعلمين وأخصائيي تعليم الطلاب ذوي الحاجات الخاصة. فتوصل الباحثان إلى أن التدريس التعاوني بين المعلمين القائم على الأهداف والاهتمامات المهنية المشتركة من الأمور الجوهرية لنجاح الطلاب.
وفي دراسة عن التعاون بين معلمي الطلاب العاديين ومعلمي الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة اكتشف Ripley (1997م) وجوهًا عديدة للتعاون بين النوعين من المعلمين وخاصة في ضوء الاتجاهات الحديثة نحو دمج طلاب الحاجات الخاصة في فصول الطلاب العاديين، مما له أثر بالغ في الاستفادة من المعارف والخبرات المهنية وكذلك المهارات المشتركة للمعلمين.
التخطيط للتعاون الفعال:
للتعاون في العملية التعليمية عمومًا أوجه منها: التعاون بين المدرسة والبيت وبين مؤسسات التعليم الخاص والحكومي، وبين مؤسسات التعليم الرسمي وغير الرسمي، والتعاون بين المؤسسة التعليمية ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى وكذا المنظمات غير الحكومية. ومن هنا يفترض وجود التخطيط للتعاون الفعال Planning for Effective Collaboration.
والتعاون في إطار التدريس التعاوني، يشتمل على الالتزام من قبل المعلمين المتعاونين وكذا الالتزام من قبل إدارة المدرسة والنظام المدرسي ككل ومن قبل المجتمع بالعمل التعاوني. حيث يهدف التعاون إلى توفير الدعم وتوفير المصادر والرقابة وتوافر عنصر الإصرار. ولكن تكمن الأهمية البالغة في عنصر الوقت اللازم للتخطيط والإعداد والتقويم. والتخطيط يحدث على مستويات عديدة بدءًا من المستوى الوزاري وعلى مستوى إدارة التعليم ثم على مستوى المدرسة ثم على مستوى الفصل. فالتخطيط على المستويات العليا يهدف إلى التأكد من توافر المصادر بما في ذلك عنصر الوقت والمال والمساعدة الفنية. وهذا التخطيط يأخذ في اعتباره الآثار المترتبة على التغير في جانب ما أو في مكان ما على الأماكن الأخرى. والتخطيط على المستويات الدنيا (مثل الإدارة التعليمية، والمدرسة) يعمل على التأكد من توفير الدعم ووضعه في مكانه السليم، فمدير المدرسة يؤدي دورًا قياديًا بالغ الأهمية، والهدف تسهيل الجهود التعاونية من قبل المعلمين. والتخطيط مع كافة المستويات ينبغي أن يهيئ فرص النمو المهني للعاملين بالمدرسة بحيث يعمل على تشجيعهم، وهنا يبرز دور الدافعية كأحد المكونات الهامة للنجاح.
دور التعاون في إعداد المعلم ونموه المهني:
عند الحديث عن دور التعاون في إعداد المعلم ونموه المهني Role of Collaboration in Teacher Education ينبغي التأكيد على ضرورة تركيز برامج إعداد المعلم على استراتيجية التعاون. وهذا يتأتى من خلال وجود الوعي والفهم لدى المعلمين بأنهم سيتناوبون الأدوار. ويحتاج كل معلم إلى دراسة أساليب التدريس المختلفة وإلى إتقان محتوى المادة الدراسية وكذا استراتيجيات تفريد التعليم والتعلّم ومهارات التعاون وطرق الاستفادة منه داخل الحجرة الدراسية وداخل حجرة المعلمين. وهذا يتطلب توفّر الوقت لدى المعلم الذي يتفرّغ فيه للتشاور والنقاش وحضور المؤتمرات والمشاركة فيها، فالتدرب المتواصل Ongoing Training أحد العناصر الجوهرية لنجاح أي برنامج تدريبي.
فوائد التعاون بين المعلمين في العملية التعليمية:
تشير نتائج البحوث إلى تحقق فوائد جمة للطلاب في بيئات تعليمية تقوم على التعاون تدريسًا وتعلّمًا. ففي دراسة قام بها Walther–Thomas & others لدمج الطلاب ذوي الحاجات الخاصة مع الطلاب العاديين وذلك لقياس مدى التعاون بين معلمي التعليم العام ومعلمي التربية الخاصة، أرجع الباحثون الآثار الإيجابية العائدة على تعلم الطلاب إلى توافر الوقت لدى المعلمين وقلة كثافة الطلاب في الحجرة الدراسية وتوافر الدعم والعون للمعلم. ومن تلك الآثار الإيجابية تحسن صورة المعاق عن نفسه وزيادة الدافعية للتعلم لدى الطلاب المعاقين، وكانوا أكثر قدرة من ذي قبل على التحصيل الأكاديمي وإبراز مواهبهم الأكاديمية بالإضافة إلى تحقيق الذات الاجتماعية. ونمت لديهم مهارات التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية الإيجابية. وورد عن هؤلاء المعلمين قولهم بتحقق النمو المهني لديهم وزيادة دافعيتهم. فالتعاون قد ساهم في خلق مهارات إضافية للنمو المهني لديهم، وقد استثمروها في التخطيط والإعداد لعملية التعليم. وهنا تبرز أهمية أن يتلقى المعلمون الإعداد الكافي بالإضافة إلى تهيئة الظروف لهم داخل حجرات الدراسة.
ومن الأهمية بمكان أن تتواصل عملية التخطيط على مدار العام الدراسي حيث تستجد أمور ليست في الحسبان تحتاج إلى إعادة النظر في الخطط الموضوعة وتوجيهها بصورة تؤدي إلى تحقيق الأهداف. وهذا بالطبع يعود بالفائدة على الطلاب. ولا تقصر فائدة التعاون بين المعلمين على تحقيق نموّهم المهني فحسب، بل إن للتعاون بين المعلمين فوائد عديدة نوجزها في النقاط التالية:
- زيادة تحصيل الطلاب والارتقاء بسلوكياتهم واتجاهاتهم.
- يسهل على المعلمين تتبع التحصيل الأكاديمي لدى الطلاب في المواد الدراسية المختلفة.
- يسهل على المعلمين التغلب على المشكلات التي تعترضهم.
- يمكن المعلمين من مراجعة المناهج بصورة جماعية.
- يمكن المعلمين من مناقشة أنظمة الاختبارات وإجراءات ومتطلبات القبول.
- يمكن الطلاب من الإحساس بالتناغم والتناسق بين المعلمين، الأمر الذي يؤدي إلى نمو الطلاب تحصيليًا وسلوكيًا.
- يكسر الحواجز بين الحجرات الدراسية ويحقق الرضا المهني Job satisfaction للمعلم من خلال العلاقات المهنية مع زملائه والتي تتجاوز المعايير الشخصية والآراء الفردية.
- يستثير ويشعل حماس المعلمين والطلاب ويزيد من إقبالهم على العمل معًا.
- يجعل المعلمين أكثر قدرة على اكتشاف المواهب المختلفة للطلاب سواء داخل فصولهم أو في فصول زملائهم.
- يبدد ما قد ينتاب المعلمين من الشك في قدراتهم.
- يزيد من كفاءة المعلم ويجعله أكثر تمرسًا على العمل.
- يأخذ بيد المعلم حديث التعيين نحو النمو والتمرس المهني بدلاً من الاعتماد على مبدأ «إما أن تغرق وإما أن تعوم». Sink or swim أو مبدأ المحاولة والخطأ Trial and error.
- يعمل على تضييق الفجوة بين المعلم ذي الخبرة والمعلم حديث التعيين وذلك بهدف تدعيم الكفاية والثقة لدى المعلم المبتدئ.
- يساعد المعلمين على التغلب على التحديات التي تمثلها لهم المناهج الجديدة التي ترد إليهم بين الحين والآخر. الأمر الذي من شأنه أن يخلق التناغم والتناسق داخل المنهج المدرسي وداخل خطة العمل المدرسية.
- يساعد المعلمين على إعطاء صورة دقيقة عن تحصيل الطلاب. ففي منظومة النمو المهني للمعلم يحتل التعاون بين المعلمين بهدف التقييم التعاوني لأداء الطلاب مرتبة متقدمة وذلك لما يشمله من شراكة بين المعلمين تؤدي إلى نموهم مهنيًا والارتقاء بعملية التعلم لدى الطلاب.
- يحدث التعاون لدى المعلمين إحساسًا بالرضا الوظيفي اليومي. فالعمل مع الزملاء يساعد على تشكيل مفاهيمهم الخاصة بعملهم اليومي. ويساعدهم كذلك على التغلب على الشكوك التي من الممكن أن تنتابهم والتي تتعلق بعملية التدريس فتحول دون إحساسهم بالنجاح.
معوقات التعاون بين المعلمين:
تتعرض عملية التعاون بين المعلمين إلى مجموعة من المعوقات التي تحول دون إيجاد فرص مواتية لتعاون أعضاء هيئة التدريس أو العاملين بالمؤسسة التعليمية، سواء بين المعلمين داخل القسم الواحد أو بين معلمي الأقسام المختلفة. ومن هذه المعوقات ما يلي:
- معيار الخصوصية:
تمثل هيئة التدريس بالمدرسة تيارات فكرية مختلفة، فالمعلمون قد يرى بعضهم بعضًا للحظات قبل بداية اليوم الدراسي أو خلال الاجتماعات الموسمية التي تحدث أحيانًا بعد نهاية اليوم الدراسي. وتتضح الصورة الخطيرة لهذا المعوق حينما نرى أن بعض المعلمين لا يخرجون من حجرة دراسية واحدة طوال اليوم الدراسي وأحيانًا طوال العام الدراسي. إن استقلالية المعلم Teacher autonomy تدعمها أمور أخرى مثل الخصوصية وعدم التداخل في المسؤوليات والاختصاصات؛ فمعظم المعلمين يشعرون أنه لا شأن لغيرهم من المعلمين يجعلهم لا يبادرون بتقديم يد العون لغيرهم من المعلمين إلا إذا طلب منهم ذلك. فالمبالغة في الإحساس بالاستقلالية لدى بعض المعلمين تحجبهم عن تقديم النصح للمعلمين الجدد حتى إذا طلب منهم ذلك.
- الفواصل بين المواد الدراسية:
تقوم المؤسسات التعليمية اليوم على أساس المادة الدراسية، وينظر معظم المعلمين إلى أنفسهم كاختصاصيين في تخصصاتهم. فالمادة الدراسية تحقق المرجعية لدى المعلم وتمنحه الهوية المهنية. وساهم في تعزيز هذه الهوية عملية إعداد المعلم بالجامعة في تخصص ما دون غيره، وكذا الفواصل الموجودة بين المناهج الدراسية، والاختبارات المختلفة للمواد المختلفة بالإضافة إلى متطلبات دخول الجامعة ومتطلبات الالتحاق بمهنة التدريس. ويعزز ذلك ما جرت عليه العادة من العمل داخل أقسام تقوم على أساس المادة الدراسية، فالمعلمون يلتحقون بهيئات مهنية تعبر عن تخصصاتهم سواء بصورة رسمية أو بصورة غير رسمية.
والخصوصية التي يحتفظ بها المعلمون بما تتضمنه من انعزالية الحجرات الدراسية بعضها عن بعض تدعم الصورة لدى المعلم إزاء طبيعة وأهمية المواد الدراسية الأخرى. ومن هنا فإن قدرة المعلم على متابعة الجديد في المناهج الدراسية وكذا الجديد في مجال عمله المهني من خلال الهيئات والتنظيمات المهنية تصبح محدودة، ليس فقط بسبب انعزالية المعلم النسبية عن غيرة من المعلمين خلال اليوم الدراسي، ولكن أيضاً بسبب الانعزالية التي يفرضها منهج المواد الدراسية المنفصلة والحدود الفاصلة بين التخصصات العلمية داخل المدرسة . ومن هنا تنعدم فرص التعاون الفعال بين معلمي التخصصات المختلفة.
- الحدود الفاصلة بين معلمي المواد المهنية ومعلمي المواد الأكاديمية:
توجد في المؤسسات التعليمة اليوم، وخاصة في مؤسسات التعليم الفني، مجموعة من الحدود الفاصلة بين معلمي المواد المهنية ومعلمي المواد الأكاديمية، حيث يعيش كل صنف من المعلمين في عالم منعزل عن غيره، الأمر الذي يؤدي إلى سيادة مع الاستقلالية بصورة متطرفة. فهم لا ينتمون إلى نفس التنظيمات المهنية، بل نجد أن حجراتهم الدراسية ينفصل بعضها عن بعض؛ فمثلاً: معلمو المواد المهنية لديهم الورش أو المعامل بينما يتقيد المعلم الأكاديمي بالحجرة الدراسية التقليدية. وبالطبع ليس هذا هو واقع كل المدارس. فالفصل بين النوعين من المعلمين أمر جرت عليه العادة، ورسخ في أذهان الناس أن المواد أو التخصصات الأكاديمية ذات مكانة أعلى من التخصصات المهنية، وهذا يؤدي إلى أن تلقى التخصصات الأكاديمية اهتمامًا متزايدًا من المؤسسة التعليمية أكثر مما تلقاه التخصصات المهنية، فالنظرة إلى التعليم الفني والعمل اليدوي التي سادت ولا تزال سائدة بين العامة بكافة تياراتهم تدعم هذه النزعة إلى الانعزالية، فالتعليم الفني في مدارسنا ينظر إليه على أنه صمام الأمان لامتصاص الطلاب المتسربين من التعليم العام، ومن هنا يعتبر مسار تعليم علاجي تعويضي لتلك الفئة. وهذا بالطبع ينعكس بالسلب على وضع معلم التخصصات المهنية بحيث ينظر إليه بعض العامة على أنه ليس على المستوى الأكاديمي الذي يتمتع به معلم التخصصات الأكاديمية بدلاً من أن ينظر إليهم على أنهم فنيون متخصصون في الجانب العملي التطبيقي.
- الحواجز الفاصلة بين الأقسام :
البناء المدرسي School Structure الحالي يدعم روح الانعزالية والقوقعة Cratization بين العاملين داخل أقسام المؤسسة التعليمية. ومما يدعم هذه الانعزالية الانتماءات المهنية التي تقضي على حاجة المعلمين إلى التعاون فيما بينهم سواء في التخطيط للتدريس أو الأعداد المواد التعليمية وتدريسها أو تقويم أداء الطلاب. ففي دراسة قام بها مركز التفاعل البشري – الحاسوبي Center for Human –Computer Interaction في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2000م قام مجموعة من الباحثين بدراسة المشكلات المتعلقة بالتعاون بين المعلمين الذين يستخدمون الحاسب الآلي في الربط بين المعلمين على اختلاف تخصصاتهم، وأوضحت الدراسة وجود معوقات بين المعلمين تتعلق بالفروق الفردية والحواجز المكانية والزمنية وأوضحت أنه يمكن التغلب على تلك المعوقات عن طريق استخدام شبكة اتصال إلكترونية ليستطيع المعلمون من خلالها تبادل الآراء والخبرات والأفكار المتعلقة بالتخطيط والتنفيذ والتقويم، وليستطيع الطلاب الاشتراك في المناقشة، ولكن أشارت نتائج الدراسة إلى أنه لا غنى عن التفاعل المباشر بين المعلمين وجها لوحة Face-to-Face interaction، وأن الاتصال عبر الشبكة الإلكترونية غير كاف لتحقيق الاتصال الفعال بين المعلمين، فانعزال المعلمين مكانيًا أدى بهم إلى معارضة التوجيهات والتعليمات ودعم روح الاستقلالية لديهم، ففي تلك الظروف تختفي مبادرات المعلمين في طلب أو تقديم العون والمساعدة. وأوضحت الدراسة أيضًا أنه رغم الفائدة التي تقدمها شبكات الكمبيوتر فمن غير المتوقع أن يقدم المعلمون على التعاون لصالح الطلاب في الوقت الذي يشعرون فيه بالعزلة داخل حجراتهم الدراسية. ورغم محدودية تلك التجربة إلا أنها أضافت بعدًا يمكن الاستفادة منه ألا وهو الاستفادة من الكمبيوتر في إيجاد تعاون بين العاملين بالمدرسة.
جدية التدريس التعاوني:
التعاون الجاد بين المعلمين يتمثل في اشتراكهم الجاد لدراسة وتمحيص عمليتي التعليم والتعلم، وهذا من الأمور النادرة الوجود في مدارس اليوم، وحيثما وجدت فإنها تأخذ الشكل الرسمي الورقي وليس الشكل التنفيذي، فهناك على سبيل المثال، مجالس للأقسام داخل المدارس وهناك مجلس إدارة للمدرسة وغيرها، ولكن تلك المجالس تحتاج إلى تفعيل، وهذا يأتي من خلال زيادة وعي العاملين بالمدرسة بالدور الذي يمكن أن يؤديه التعاون فيما بينهم من حيث فائدته للمعلم والمتعلم والمؤسسة التعليمية ككل. بالإضافة إلى ذلك يحتاج هؤلاء المعلمون إلى التعرف على كيفية تحقيق هذا التعاون وجوانب العمل المدرسي الذي ينبغي أن يتعاون خلالها المعلمون، وحيث وجد التعاون داخل المدرسة فإن فوائدة متنوعة وجوهرية تتحقق، فمن شأنه أن يخلق جوًا من التناغم والتكامل في الأداء المدرسي اليومي فضلاً على أنه يزود المعلمين أفرادًا ومجموعات وكذلك مؤسساتهم التعليمية بأحد الأسس للنمو والتطور التدريجي، وهذا من شأنه أن يجعل من المدرسة بيئة ملائمة لتعلم المعلمTeacher Learning وتمرسة ونموه مهنيًا. ولكن ،يبقى هنا شرطان لتحقيق التعاون والشراكة بين المعلمين وهما الاعتماد المتبادل Interdependence والفرصة Opportunity.
فعلى سبيل المثال، نجد أنه إذا تكاملت الجهود وشكلت جزءًا لا يتجزأ من اليوم الدراسي فإن الأمر سيختلف تمامًا لصالح العمل المدرسي ككل. وإذا أحس المعلمون بالاعتمادية التبادلية فيما بينهم شعروا بالمسؤولية المشتركة Mutual Responsibility عن جني ثمار هذا العمل وكرسوا له الوقت والموارد. وإذا أحس المعلم بالاستقلالية المتزايدة ازداد تقوقعه داخل ذاته وداخل حجرته الدراسية وداخل المادة الدراسية التي يدرسها، وهذا من الأمور التي تقوض الدافعية Motivation نحو التعاون مع غيره من العاملين بالمدرسة. وعلى الجانب الآخر، يجب أن تتاح الفرصة للتعاون حيث إنه من غير المعقول أن يوجد تعاون في جو إداري وتنظيمي وسياسي لا يعمل على تهيئة الفرصة المناسبة له. فإذا كانت سياسة المدرسة تدعم روح الزمالة Collegiality بين المعلمين، فإن ذلك من شأنه أن يشجع المعلمين على العمل معًا بطريقة مثمرة. ومن هنا ينبغي أن تكون تلك الفرصة ملموسة داخل خطة العمل المدرسي، وينبغي أن تتوافر لها الموارد البشرية والمادية المواتية. بالإضافة إلى ذلك ينبغي ألا تلغى فردية المعلم، بل يجب تدعيم الجهود الفردية ومكافأة مساهمات الفردية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفرق بين التعلم التعاوني والتدريس التعاوني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أدوار المعلم في التعلم التعاوني
» كيف تطبيق إستراتيجية التعلم التعاوني والعمل في مجموعات في فصلك
» مصادر التعلم
» صعوبات التعلم
» نواتج التعلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فاطمة :: منتديات بوسى التقنية :: منتدى تعليمى-
انتقل الى: