فاطمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أدب الحوار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فاطمة




المساهمات : 979
تاريخ التسجيل : 05/04/2008

أدب الحوار Empty
مُساهمةموضوع: أدب الحوار   أدب الحوار Emptyالأربعاء يوليو 11, 2012 12:06 am


زمنا تتسارع فيه المتغيرات – كان يمر بالأمم والدول سنوات لا جديد فيها – والآن الجديد في جزء الثانية.
عولمة – غزو للفكر – تدمير للأخلاق – طمس للعقائد – تهميش للثوابت – إذابة للأنساب – تقنيات يعجز العقل عن ملاحقتها ......- تداعي من الجميع على هذا الجسد المتهالك .
لذا نحتاج أن نربي جيلا فريدا – جيل النصر والتمكين ، جيل التطوير والتعمير ، جيل الخيرية – جيل يرى بنور الله ، جيل له همة عالية ، وبصيرة نافذة ، وصبر منقطع النظير ، وجلد غير محدود ، وإيمان راسخ رسوخ الجبال.
فالهجمة شرسة ، وفرق التقنية لا نهائي ، وليس هناك أمل إلا في الإيمان فقط .

هذه الركائز الأربعة وغيرها مما يضيق عنه الوقت تجعلنا نحدد لماذا الحوار ولماذا نتحاور ؟
الزوج والزوجة – الأب والأبناء – الأم والأبناء – زميل العمل وقرينه – الرئيس والمرؤوس ..... الخ
كانت هذه مقدمة لابد منها بين يدي الموضوع ... فإلى فقرات الموضوع:

ماهية الحوار:-
التعريف اللغوي للحوار : الحوار من ( المحاورة ) بمعنى المجاوبة ، و ( التحاور ) التجاوب ( الرازي 666هـ) .
التعريف الاصطلاحي للحوار : هو تفاعل ( لفظي أو غير لفظي- بمعنى كتابي - ) بين اثنين أو أكثر من البشر بهدف التواصل وتبادل الأفكار والخبرات وتكاملها.
وهو نشاط حياتي يومي نمارسه في كل أحوالنا ومواقعنا ، وعلى أساس الحوار ينبني السلوك وتتشكل العلاقات .
والحوار الفاشل ينتج عنه :-
أ- الاختلاف والخلاف : وذلك أن ينهج كل شخص طريقا مغايرا للآخر ، في القول أو الرأي أو الحالة أو الهيئة أو الموقف .
ب- الجدل : إذا تشدد أحد المخالفين لرأية ، وأراد فرضه على الآخرين ، أو حملهم عليه سميت تلك المحاولة بالجدل .
ج- الشقاق : فإذا اشتدت خصومة المتجادلين ، وآثر كل منهما الغلبة ، بدلا من الحرص على ظهور الحق ووضوح الصواب ، وتعذر أن يقوم بينهما تفاهم أو اتفاق.

أهمية الحوار:
1. وسيلة إقناع : الحوار من أحسن الوسائل الموصلة إلى الإقناع وتغيير الاتجاه، وقد يدفع إلى تعديل السلوك إلى الحسن.
‌أ- لأن الحوار ترويض للنفوس على قبول النقد، واحترام آراء الآخرين.
‌ب- دعم للنمو النفسي وتخفيف من مشاعر الكبت وتحرير النفس من الصراعات والمشاعر العدائية والمخاوف والقلق.
‌ج- وسيلة بنائية علاجية تساعد في حل كثير من المشكلات.
2. وسيلة اتصال : يعتبر الحوار من وسائل الاتصال الفعّالة، وتزداد أهميته في الجانب التربوي ( لتعلقه بالعقل والفكر ).
3. وسيلة تقارب : ولأنّ الخلاف صبغة بشرية فإن الحوار من شأنه تقريب النفوس وترويضها، وكبح جماحها بإخضاعها لأهداف الجماعة ومعاييرها.
4. وسيلة تربية وترويض : مما سبق نجد أن في ثنايا الحوار فوائد جمّة: نفسية وتربوية ودينية واجتماعية وتحصيلية؛ تعود على المحاور بالنفع كونها تسعى إلى نمو شامل وتنهج نهجا دينيا حضاريا ينشده كثير من الناس.
فهو : صفاء للنفوس وتقارب لوجهات النظر وإزالة للشبهة و قضاء على الشحناء ودعم للفريق

غاية الحوار: بن حميد ... الغاية من الحوار إقامةُ الحجة، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي.
فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق. وثَمَّت غايات وأهداف فرعية أو مُمهِّدة لهذا الغاية منها:
- إيجاد حلٍّ وسط يُرضي الأطراف.
- التعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى، وهو هدف تمهيدي هام.
- البحث والتنقيب، من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة، من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمْكَنَ، ولو في حوارات تالية.
فالحوار وسيلة للوصول إلى غاية :-
مع المعلمة لنقلها لمدرسة أو عمل آخر تفاوض
مع معلمة لتعديل أسلوب أو رفضه إقناع
مع تلميذه أو معلمه لزيادة فعاليتها علاج ودعم
مع زميلة للتغلب عليها وإحراجها جدل

قواعد الحوار الإسلامي
(( بضاعتنا ردت إلينا ............))
نسمع عن عدد من الدورات التي تقام مؤخرا مثل: ( فن الاتصال – وفن التعامل – وإدارة الذات – وإدارة الوقت – وبرمجة الذات – ومهارات الحوار وغيرها .... )
وتهافت الناس عليها أصبح ظاهرة حضارية .. كتهافتهم على كل ما هو أجنبي وغريب ، وكأنه وهو قادم من الغرب وليد الساعة وأنه الحل الوحيد والفتح العظيم الذي يحول امتنا إلى أمة راقية في مقدمة الأمم .
وحالنا حال الطفل مع لعبته القديمة عن قدوم الضيوف إلى الدار ...
فهي بضاعتنا ردت إلينا ..... فما من صواب فيها إلى وقد شمله شرعنا ...
وخريج الجامعة وبعد أن يوظف فهو يحتاج إلى كثير من هذه المهارات : فن الاتصال وفن التعامل وإدارة الوقت وإدارة الذات .... الخ
والسبب : أنه لم يتربى على هذه المفاهيم والآداب والفنون منذ الصغر . الأم – المعلم الأخ الجار ....

الحوار من منظور الإسلام :-
1) الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار أو الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان [وَكَانَ الإنْسَانُ أكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا]. ( علي وفاطمة – لو قمتم من الليل)
2) صفة الحوار أو الجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت، إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: [يَوْمَ تأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا].
3) الإسلام يرى بأن المنطلق الحقيقي للحوار هو (ضرورة البحث عن الحق ولزوم أتباعه)، [فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إلا الضَّلال]، [قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا اْتَّبِعْهُ إْنْ كُنْتُم صَادِقِين].
4) القرآن الكريم أولى الحوار أهمية بالغة في مواقف الدعوة والتربية ، وجعله اطارا لتوجيه الناس وإرشادهم إذ فيه جذب لعقول الناس، وراحة لنفوسهم.
5) الأسلوب الحواري في القرآن الكريم يبتعد عن الفلسفات المعقّدة، ويمتاز بالسهولة ، فالقصة الحوارية تطفح بألوان من الأساليب حسب عقول ومقتضيات أحوال المخاطبين الفطرية والاجتماعية.
6) تميز بلين الجانب وإحالة الجدل إلى حوار إيجابي يسعى إلى تحقيق الهدف بأحسن الألفاظ، وألطف الطرق، قال تعالى : ( اذهبا إلى فرعون إنه طغى ، فقولا له قولاً ليناً لعلة يتذكر أو يخشى ) طه 43،44 0

معوقات الحوار ( لماذا لا نتحاور )
د.عبد القادر طاش
اعتقد أن المشكلة تكمن أساسا في التربية.
فأمتنا - للأسف الشديد - فقدت كثيراً من معالم منهجها التربوي الأصيل خلال العصور المتأخرة.
وأصبح الإنسان لدينا - أو الفرد في المجتمع المسلم - في الغالب الأعم ينشأ على منهجية:
• فتربيتنا لمن نربي لا تعتمد على الحوار.
• وأيضا لا تشجع فضيلة الحوار.
• كما أنها لا ترسخ المبادئ التي يقوم عليها الحوار.
• بل أشد من ذلك تقمع الحوار. وتقبحه وتصوره على غير صورته الحقيقية.
والسبب :
• الخوف من الحوار ( الحوار فيه إحراج – فيه كشف عن المحاور ) أو من نتائجه وثمراته ( تغيير وخروج من منطقة الراحة ).
• الجهل بأهميته وضرورته في الحياة. وقناعة كل شخص برأيه وفكره وما هو عليه .
• الهروب من الاختلاف. ( والعيش في سلام دون مشاكل ، والمسير مغمض العينين دون خسائر بزعمه )

وأيضا : من الأسباب طبيعة الحوار:
• فالحوار أمر مكلف بمعنى انه في بعض الأحيان صعب على النفس.
• فالإنسان يحتاج أن يروض نفسه ليقبل الحوار. وفي ذلك مشقة وترك لمألوف .
• ولابد أن يقتنع بمبدأ الحوار أصلا قبل أن يدخل في الحوار. ( وهو غالبا ليس لديه قناعة)
• فالحوار له متطلباته وله شروط أحيانا قد تكون صعبة التحقيق. ( النفس لم تروض عليها وتأبها )
ومن ثم فان الإنسان قد يهرب من أن يستكمل هذه المتطلبات، وهذه الشروط، ومن ثم الأسهل له أن يرفض الحوار، وان يقفل هذا الباب، لان له تبعاته التي لا يستطيع تحملها، أو لا يريد أن يتحملها.
والمسئول يسهل عليه أن يقول لا ويصعب عليه أن يقول نعم ... نعم لا يقولها إلا الشجاع المقدام
سلسلة : إذن القضية في لبها هي قضية تربوية تراكمت في جوانب كثيرة في حياتنا:
• بدأت بكيفية تنشئة الطفل في البيت.
• وانتقلت إلى كيفية تلقين الطالب في المدرسة أو في الكتاب بمختلف أشكال المؤسسة التعليمية.
• وانعكست أيضا في منابرنا السياسية والثقافية والإعلامية ومؤسساتنا الحياتية .
ومن هنا أصبحت هذه القضية معقدة التركيب، لا تقتصر على جانب من جوانب حياتنا، وإنما تطال كثيراً من هذه الجوانب، ومن ثم أصبح السائد في مجتمعنا عدم الاعتراف بفضيلة الحوار، وبأهميته وضرورته في الحياة.

والنتيجة : وعندما وصلنا إلى هذه القناعة لا شك أن هذا أدى بنا إلى:
• أن نهمل كل الجوانب التي تتعلق بكيفية تفعيل دور الحوار في حياتنا.
• أن نهمل التدريب والممارسة العملية للحوار. وترويض أنفسنا .
• أن نغفل عن كيفية استنباط أدبيات الحوار وثقلها في طريقة حديثنا.
• وفي طريقة تحدث بعضنا مع بعض، من البيت إلى المدرسة إلى المجتمع بشكل عام. ( حمادة ) ( خيرة )
والمآل : أنا وصلنا إلى المرحلة التي يمكن أن نقول أننا نعيشها اليوم:
• أصبحنا عاجزين عن تطبيق أدبيات الحوار في حياتنا .
• عاجزين أن نتكيف معه أو نقبل عليه .
• لم نستطع أن نقدم خطاباً حوارياً متوازناً، وقد أصبح صيحة في هذا الزمان ، على مستوى الدول والجماعات من خلال القنوات ، وعلى مستوى المؤسسات والجامعات والمنظمات من خلال المجالس .
والمطلوب : علينا ألا نيأس من أن نعيد ترتيب أوضاعنا في هذا الميدان، ونسعى لإصلاح الوضع، ولا نتوقع النتائج فورية وسريعة، والمهم أن نصل إلى هذه القناعة، ونبدأ في تحويلها إلى تطبيق عملي وفق منهجية واضحة، ورؤية شاملة ومتكاملة في مختلف جوانب حياتنا. لنكوّن جيلا يقبل الحوار ويقبل عليه . ليعيش هنيئا سعيدا واضحا دون غموض.
يناقش أموره صباحا ومساء ، فقبل الإقدام على عمل يكون اجتماع وانطلاقة ، وفي ختام العمل مراجعة وتقييم.

الحوار السلبي ، والإيجابي !!
نحن نمارس الحوار يوميا وفي كل مكان ، حديثنا – سواليفنا – نقاشنا – خصامنا – جدلنا – مجالسنا ... كل ذلك حوار .. ولكن أي أنواع الحوار هو ؟ هناك من الحوار ما هو سلبي ( والذي يغلب على سائر حياتنا ) مثل :-
1. الحوار العدمي التعجيزي :
الحوار الذي لا يرى فيه المحاور أو المحاورين إلا السلبيات والأخطاء والعقبات ، ينتهي الحوار إلى (أنه لا فائدة من الحوار(!!
2. حوار المناورة (الكر والفر) :
ينشغل الطرفان (أو أحدهما) بالتفوق اللفظي في المناقشة بصرف النظر عن الثمرة الحقيقية والنهائية لتلك المناقشة وهو نوع من إثبات الذات بشكل سطحي . لا يوجد تنازلات.
3. الحوار السلطوي (اسمع واستجب):
نجد هذا النوع من الحوار سائدا على كثير من المستويات ، فهناك الأب المتسلط والأم المتسلطة والمدرس المتسلط والمسئول المتسلط ..الخ وهو يلغي كيان الطرف الآخر ويعتبره أدنى من أن يحاور ، ويؤثر سلبيا على الطرفين وعلى الأمة بأكملها .
4. الحوار السطحي (لا تقترب من الأعماق فتغرق):
يكون النقاش والحوار حول عموميات دون الدخول في التفاصيل أو معرفة الجذور ( لترشيح مشرفه عندي ملاحظة ) .
5. حوار الطريق المسدود (لا داعي للحوار فلنتفق):
تمسك كل طرف أو احدهما برأيه أو ثوابت مضادة تغلق الطريق منذ البداية أمام الحوار وهو نوع من التعصب الفكري وانحسار مجال الرؤية .

6. الحوار الإلغائي أو التسفيهي (كل ما عداي خطأ):
يصر أحد طرفي الحوار على ألا يرى شيئا غير رأيه ،ويتنكر لأي رؤية أخرى ويسفهها ويلغيها ، فهو يجمع كل سيئات الحوار السلطوي وحوار الطريق المسدود .
7. حوار البرج العاجي :
ويقع فيه بعض المثقفين حين تدور مناقشتهم حول قضايا فلسفية أو شبه فلسفية مقطوعة الصلة بواقع الحياة اليومي وواقع مجتمعاتهم وغالبا ما يكون ذلك الحوار نوع من الحذلقة وإبراز التميز على العامة دون محاولة إيجابية لإصلاح الواقع.
8. الحوار الموافق (معك على طول الخط):
طلب الراحة ، راحة النفس وراحة المخ ..... لامبالاة .
9. الحوار المعاكس (عكسك دائما) :
الهدف المخالفة رغبة في إثبات الذات ولو كان ذلك على حساب جوهر الحقيقة .
10. حوار العدوان السلبي (صمت العناد والتجاهل):
التزام الصمت وعدم الخوض في الحوار تنكيلا او احتقارا او عدم قناعة أو خوفا.
كل هذه الألوان من الحوارات السلبية الهدامة تعوق الحركة الصحيحة الإيجابية التصاعدية للفرد والمجتمع والأمة، ومن المؤسف كما أسلفنا كثير منها سائد في مجتمعاتنا ...



إذاً فما هي يا ترى مواصفات الحوار الإيجابي الذي نسعى لترسيخه بيننا ؟
الحوار الإيجابي :
• الحوار الإيجابي الصحي هو الحوار الموضوعي الذي يرى الحسنات والسلبيات في ذات الوقت.
• ويرى العقبات ويرى أيضا إمكانيات التغلب عليها .
• وهو حوار متفائل (في غير مبالغة ساذجة)
• وهو حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها
• وهو الحوار المتكافئ الذي يعطى لكلا الطرفين فرصة التعبير ، ويحترم الرأي الآخر ويعرف حتمية الخلاف في الرأي بين البشر وآداب الخلاف وتقبله .
• وهو حوار واقعي يتصل إيجابيا بالحياة اليومية الواقعية واتصاله هذا ليس اتصال قبول ورضوخ للأمر الواقع بل اتصال تفهم وتغيير وإصلاح .
• وهو حوار موافقة حين تكون الموافقة هي الصواب ومخالفة حين تكون المخالفة هي الصواب فالهدف النهائي له هو إثبات الحقيقة حيث هي لا حيث نراها بأهوائنا .
• حوار تسوده المحبة والمسؤولية والرعاية وإنكار الذات .
• يسمح للآخر يقول رأيه مهما كان الفرق بين الطرفين ( النبي  والحباب بن المنذر  في بدر)

أصول الحوار:
الأصل الأول: سلوك الطرق العلمية والتزامها، ومن هذه الطرق:
1- تقديم الأدلة المُثبِتة أو المرجِّحة للدعوى.
2- صحة تقديم النقل في الأمور المنقولة.
3- التزام التنظيم المتفق عليه والعقود والتعليمات ما لم تخالف الشرع وما لم تصطدم بالواقع والمصلحة .
القاعدة الحوارية المشهورة: "إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت مدَّعيّاً فالدليل".
وفي التنزيل جاء قوله سبحانه: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} في أكثر من سورة.
الأصل الثاني: سلامة كلامِ المناظر ودليله من التناقض؛ فالمتناقض ساقط بداهة.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره بعض أهل التفسير من:
1. وصف فرعون لموسى عليه السلام بقوله: [ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ] الذريات:39
وهما وصفان لا يجتمعان ولا يكون على الوصف لبس في الموصوف ، فإما سحر ( والساحر ذكي ماكر ) وإما جنون (والمجنون لا عقل له)
2. ونعت كفار قريش لآيات محمد صلى الله عليه وسلم بأنها سحر مستمر، كما في قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} (القمر:2) وهو تناقض؛ فالسحر لا يكون مستمراً، والمستمر لا يكون سحراً.
الأصل الثالث: ألا يكون الدليل هو عين الدعوى؛ لأنه إذا كان كذلك لم يكن دليلاً، ولكنه إعادة للدعوى بألفاظ وصيغ أخرى. وعند بعض المُحاورين من البراعة في تزويق الألفاظ وزخرفتها ما يوهم بأنه يُورد دليلاً. وواقع الحال أنه إعادة للدعوى بلفظ مُغاير، وهذا تحايل لإطالة النقاش من غير فائدة.
الأصل الرابع: الاتفاق على منطلقات ثابتة وقضايا مُسَلَّمة. وهذه المُسَلَّمات والثوابت قد يكون مرجعها؛ أنها عقلية بحتة لا تقبل النقاش عند العقلاء المتجردين ؛ كحُسْنِ الصدق، وقُبحِ الكذب، وشُكر المُحسن، ومعاقبة المُذنب.
أو تكون مُسَلَّمات دينية لا يختلف عليها المعتنقون لهذه الديانة أو تلك.
أو أنظمة وقوانين ولوائح .
وبالوقوف عند الثوابت والمُسَلَّمات،والانطلاق منها يتحدد مُريد الحق ممن لا يريد إلا المراء والجدل والسفسطة.
الأصل الخامس: التجرُّد، وقصد الحق، والبعد عن التعصب، والالتزام بآداب الحوار:
إن إتباع الحق، والسعي للوصول إليه، والحرص على الالتزام؛ وهو الذي يقود الحوار إلى طريق مستقيم لا عوج فيه ولا التواء.
والعاقل ـ فضلاً عن المسلم - الصادق طالبٌ حقٍّ، باحثٌ عن الحقيقة، ينشد الصواب ويتجنب الخطأ.
يقول الغزاليّ أبو حامد: "التعاون على طلب الحق من الدّين، ولكن له شروط وعلامات؛ منها أن يكون في طلب الحق كناشد ضالّة، لا يفرق بين أن تظهر الضالّة على يده أو على يد معاونه. ويرى رفيقه معيناً لا خصماً. ويشكره إذا عرَّفه الخطأ وأظهره له".. الإحياء ج1.
ومن مقولات الإمام الشافعي المحفوظة: "ما كلمت أحداً قطّ إلا أحببت أن يُوفّق ويُسدّد ويُعان، وتكون عليه رعاية الله وحفظه. وما ناظرني فبالَيْتُ! أَظَهَرَتِ الحجّةُ على لسانه أو لساني؟".
والمقصود من كل ذلك أن يكون الحوار بريئاً من التعصّب خالصاً لطلب الحق، خالياً من العنف والانفعال، بعيداً عن المشاحنات الأنانية والمغالطات البيانيّة، مما يفسد القلوب، ويهيج النفوس، ويُولد النَّفرة، ويُوغر الصدور، وينتهي إلى القطيعة.
الأصل السادس: أهلية المحاور:
إذا كان من الحق ألا يمنع صاحب الحق عن حقه، فمن الحق ألا يعطى هذا الحق لمن لا يستحقه، كما أن من الحكمة والعقل والأدب في المحاور ألا يعترض على ما ليس له أهلاً، ولا يدخل فيما ليس هو فيه كفؤاً.
• من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من كان على الباطل.
• من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يعرف الحق.
• من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يجيد الدفاع عن الحق.
• من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يدرك مسالك الباطل.
إذن، فليس كل أحد مؤهلاً للدخول في حوار صحي صحيح يؤتي ثماراً يانعة ونتائج طيبة.
والذي يجمع لك كل ذلك: (العلم)؛ فلا بد من التأهيل العلمي للمُحاور، ويقصد بذلك التأهيل العلمي المختص.
وكثير من الحوارات غير المنتجة مردُّها إلى عدم التكافؤ بين المتحاورين، ولقد قال الشافعي رحمه الله: "ما جادلت عالماً إلا وغلبته، وما جادلني جاهل إلا غلبني!".

الأصل السابع: قطعية النتائج ونسبيَّتها:
من المهم في هذا الأصل ألا نقطع بصحة الرأي، وندرك أن الرأي الفكري نسبيُّ الدلالة على الصواب أو الخطأ، والذي لا يجوز عليهم الخطأ هم الأنبياء عليهم السلام فيما يبلغون عن ربهم سبحانه وتعالى. وما عدا ذلك فيندرج تحت المقولة المشهورة "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب".
فليس من شروط الحوار الناجح أن ينتهي أحد الطرفين إلى قول الطرف الآخر. فإن تحقق هذا واتفقنا على رأي واحد فنعم المقصود، وهو منتهى الغاية. وإن لم يكن فالحوار ناجح. إذا توصل المتحاوران بقناعة إلى قبول كلٍ من منهجيهما؛ يسوغ لكل واحد منهما التمسك به ما دام أنه في دائرة الخلاف السائغ.
وفي تقرير ذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: "وكان بعضهم يعذر كل من خالفه في مسائل الاجتهادية، ولا يكلفه أن يوافقه فهمه" ا هـ. من المغني.
ولكن يكون الحوار فاشلاً إذا انتهى إلى نزاع وقطيعة، وتدابر ومكايدة وتجهيل وتخطئة.

الأصل الثامن: الرضا والقبول بالنتائج التي يتوصل إليها المتحاورون، والالتزام الجادّ بها، وبما يترتب عليها.
وإذا لم يتحقق هذا الأصل كانت المناظرة ضرباً من العبث الذي يتنزه عنه العقلاء.
يقول ابن عقيل: "وليقبل كل واحد منهما من صاحبه الحجة؛ فإنه أنبل لقدره، وأعون على إدراك الحق وسلوك سبيل الصدق.
قال الشافعي رضي الله عنه: ما ناظرت أحداً فقبل مني الحجَّة إلا عظم في عيني، ولا ردَّها إلا سقط في عيني".

مهارات الحوار الناجح
كيف يمكن أن يكون الحوار مفيدا
1. لنتعلم أولا مهارات الاتصال الفعال:
• فن الاستماع ( تمرين)
• فن التحدث ( تمرين )
2. تحديد الهدف من الحوار وفهم موضوعه، والمحافظة عليه أثناء الحوار؛ إذ أنّ من شأن ذلك حفظ الوقت والجهد وتعزيز احترام الطرف الآخر.
3. التهيؤ النفسي والعقلي والاستعداد لحسن العرض وضبط النفس؛ والاستماع والإصغاء والتواضع، وتقبّل الآخر، وعدم إفحامه أو تحقيره، والتهيؤ لخدمة الهدف المنشود بانتهاج الحوار الإيجابي البعيد عن الجدل وتحري العدل والصدق والأمانة والموضوعية في الطرح مع إظهار اللباقة والهدوء، وحضور البديهة ، ودماثة الأخلاق، والمبادرة إلى قبول الحق عند قيام الدليل من المحاور الآخر.
4. اختيار الظرف الزماني والمكاني ومراعاة الحال : ( للطرفين )
فيراعي عدم الإرهاق والجوع وحرارة الجو ، وضيق المكان والإضاءة والتهوية ووقت الطعام ، وموعد الراحة وضيق الوقت كدقائق ما قبل السفر أو الانصراف.

5. التركيز على البداية :
• التحية والهدوء : ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شي إلا شانه . والناس تحب من يهتم بهم .
• فقرة الإفتتاح : الانتقال المنطقي من المؤانسة إلى لب الموضوع وطريقة عرضه وعلى انه يهم الطرفين ويرغب المحاور في الاستفادة في هذا الجانب من الطرف الآخر .... لا أنه هو الأعلم .
• إنّ بِدْءَ الحديث والحوار بمواطن الاتفاق : طريق إلى كسب الثقة وفُشُوِّ روح التفاهم، ويصير به الحوار هادئاً وهادفاً.
الحديث عن نقاط الاتفاق وتقريرها يفتح آفاقاً من التلاقي والقبول والإقبال، مما يقلّل الجفوة ويردم الهُوَّة ويجعل فرص الوفاق والنجاح أفضل وأقرب، كما يجعل احتمالات التنازع أقل وأبعد.
والحال ينعكس لو استفتح المُتحاورون بنقاط الخلاف وموارد النزاع، فلذلك يجعل ميدان الحوار ضيقاً وأمده قصيراً، ومن ثم يقود إلى تغير القلوب وتشويش الخواطر، ويحمل كل طرف على التحفُّز في الرد على صاحبه مُتتبِّعاً لثغراته وزَلاته، ومن ثم ينبري لإبرازها وتضخيمها، ومن ثم يتنافسون في الغلبة أكثر مما يتنافسون في تحقيق الهدف.
ومما قاله بعض المُتمرّسين في هذا الشأن:
دَعْ صاحبك في الطرف الآخر يوافق ويجيب بـ(نعم)، وحِلْ ما استطعت بينه وبين (لا)؛ فمتى قال صاحبك: (لا)؛ أوجَبَتْ عليه كبرياؤه أن يظلّ مناصراً لنفسه.
إن التلفظ بـ(لا) ليس تفوُّها مجرداً بهذين الحرفين، ولكنه تَحفُّز لكيان الإنسان بأعصابه وعضلاته وغدده، إنه اندفاع بقوة نحو الرفض.
أما حروف (نعم) فكلمة سهلة رقيقة رفيقة لا تكلف أي نشاط جسماني.
ويُعين على هذا ؛ إشعارك مُحدثَّك بمشاركتك له في بعض قناعاته؛ والتصريح بالإعجاب بأفكاره الصحيحة وأدلته الجيدة ومعلوماته المفيدة، وإعلان الرضا والتسليم بها، وهذا كما سبق يفتح القلوب ويُقارب الآراء، وتسود معه روح الموضوعية والتجرد.
6. ضبط الانفعالات :
• لا تغضب : الغضب يعمي البصر والبصيرة ، ويصم الآذان ، ويقضي على الاستماع ، ويشل الفكر ، عندها لن يكون الحوار ايجابيا .
• لا تعلن الخصومة : فلن يكون هناك تقارب ، بل سوف يبدأ التنافر ، وكن هادئا حتى مع الاختلاف . وحتى مع الغضب . فقد تبتلى بأحمق .
• لا تصدر أحكاما : فيكون الأمر محسوما .. إذا لا حوار . حتى وإن كان مخطأً لكي لا يتحول الموقف إلى جدال عقيم لا فائدة منه .
7. وافقه وتحبب إليه : فهو السحر الحلال ( الكلمة الطيبة ولين الجانب ) " فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "


آداب الحوار:
1- التزام القول الحسن، وتجنب منهج التحدي والإفحام:
في محكم التنزيل: " وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن" (الإسراء: 53). "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن" (النحل: 125) ، " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً" (البقرة: 83)
فالعاقل اللبيب طالب الحق، ينأى بنفسه عن أسلوب الطعن والتجريح والسخرية، وألوان الاحتقار والإثارة والاستفزاز.
ويلحق بهذا الأصل: تجنب أسلوب التحدي والتعسف ، وتعتمد إيقاع الخصم في الإحراج، ولو كانت الحجة بينه والدليل دامغاً..
فإن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف. وقد تُفْحِم الخصم ولكنك لا تقنعه، وقد تُسْكِته بحجة ولكنك لا تكسب تسليمه وإذعانه. .. أسلوب التحدي يمنع التسليم، وإغلاظ القول، ورفع الصوت، وانتفاخ الأوداج، لا يولِّد إلا غيظاً وحقداً وحَنَقاً.
2- الالتزام بوقت محدد في الكلام:
ينبغي أن يستقر في ذهن المُحاور ألا يستأثر بالكلام، ويستطيل في الحديث، ويسترسل بما يخرج به عن حدود اللباقة والأدب والذوق الرفيع.
يقول ابن عقيل في كتابه فن الجدل: "وليتناوبا الكلام مناوبة لا مناهبة، بحيث ينصت المعترض للمُستَدِلّ حتى يفرغ من تقريره للدليل، ثم المُستدِلُّ للمعترض حتى يُقرر اعتراضه، ولا يقطع أحد منها على الآخر كلامه وإن فهم مقصودة من بعضه".
وللسامع حدّاً من القدرة على التركيز والمتابعة إذا تجاوزها أصابه الملل، وانتابه الشُّرود الذّهني. ويذكر بعضهم أن هذا الحد لا يتجاوز خمس عشرة دقيقة.
أترك الناس قبل أن يتركوك .
3- حسن الاستماع وأدب الإنصات وتجنب المقاطعة:
من الخطأ أن تحصر همَّك في التفكير فيما ستقوله، ولا تُلقي بالاً لمُحدثك ومُحاورك، وقد قال الحسن بن علي لابنه، رضي الله عنهم أجمعين: "يا بنيّ إذا جالست العلماء؛ فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلًم حُسْنَ الاستماع كما تتعلم حسن الكلام، ولا تقطع على أحد حديثاً ـ وإن طال ـ حتى يُمسك".
ويقول ابن المقفع:
"تَعلَّمْ حُسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام؛ ومن حسن الاستماع: إمهال المتكلم حتى ينقضي حديثه. وقلة التلفت إلى الجواب. والإقبال بالوجه. والنظر إلى المتكلم. والوعي لما يقول".
لا بدّ في الحوار الجيِّد من سماع جيِّد؛ والحوار بلا حُسْن استماع هو (حوار طُرْشان) كما تقول العامة.
4- تقدير الخصم واحترامه:
ينبغي في مجلس الحوار التأكد على الاحترام المتبادل من الأطراف، وإعطاء كل ذي حق حقه، والاعتراف بمنزلته ومقامه، فيخاطب بالعبارات اللائقة، والألقاب المستحقة، والأساليب المهذبة.
إن تبادل الاحترام يقود إلى قبول الحق، والبعد عن الهوى، والانتصار للنفس. أما انتقاص الآخرين وتجهيلهم فأمر مَعيب مُحرّم.
وما قيل من ضرورة التقدير والاحترام، لا ينافي النصح، وتصحيح الأخطاء بأساليبه الرفيعة وطرقه الوقورة. فالتقدير والاحترام غير المَلَقِ الرخيص، والنفاق المرذول، والمدح الكاذب، والإقرار على الباطل.


5- حصر المناظرات في مكان محدود:
يذكر أهل العلم أن المُحاورات والجدل ينبغي أن يكون في خلوات محدودة الحضور؛ قالوا: وذلك أجمع للفكر والفهم، وأقرب لصفاء الذهن، وأسلم لحسن القصد، وإن في حضور الجمع الغفير ما يحرك دواعي الرياء، والحرص على الغلبة بالحق أو بالباطل.
ومما استدل به على ذلك قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} (سبأ:46).
قالوا: لأن الأجواء الجماهيرية والمجتمعات المتكاثرة تُغطي الحق، وتُشوِّش الفكر، والجماهير في الغالب فئات غير مختصة؛ فهي أقرب إلى الغوغائية والتقليد الأعمى، فَيَلْتَبسُ الحق.
أما حينما يكون الحديث مثنى وفرادى وأعداداً متقاربة يكون أدعى إلى استجماع الفكر والرأي، كما أنه أقرب إلى أن يرجع المخطيء إلى الحق، ويتنازل عما هو فيه من الباطل أو المشتبه.
بخلاف الحال أمام الناس؛ فقد يعزّ عليه التسليم والاعتراف بالخطأ أما مُؤيِّديه أو مُخالفيه.
6- الإخلاص:
على المُحاور ان يوطِّن نفسه، ويُروِّضها على الإخلاص لله في كل ما يأتي وما يذر في ميدان الحوار وحلبته.
ومن أجلى المظاهر في ذلك: أن يدفع عن نفسه حب الظهور والتميُّز على الأقران، وإظهار البراعة وعمق الثقافة، والتعالي على النظراء والأنداد. إن قَصْدَ انتزاع الإعجاب والثناء واستجلاب المديح، مُفسد للأمر صارف عن الغاية.
وسوف يكون فحص النفس دقيقاً وناجحاً لو أن المُحاور توجه لنفسه بهذه الأسئلة:
- هل ثمَّت مصلحة ظاهرة تُرجى من هذا النقاش وهذه المشاركة؟
- هل يقصد تحقيق الشهرة أو إشباع الشهوة في الحديث والمشاركة؟
- وهل يتوخَّى أن يتمخض هذا الحوار والجدل عن نزاع وفتنة، وفتح أبواب من هذه الألوان حقهَّا أن تسدّ؟
إذا على المحاور أن يحذر بعض التلبيسات النفسية والشيطانية التي توهم النفس أنها تقصد إحقاق الحق، وواقع دخيلتها أنها تقف مواقف انتصار ذاتٍ وهوى.
وأن يوطن النفس على الرضا والارتياح إذا ظهر الحق على لسان الآخر ورأيه، ويعينه على ذلك أن يستيقن أن الآراء والأفكار ومسالك الحق ليست ملكاً لواحد أو طائفة، والصواب ليس حكراً على واحد بعينه. فهمُّ المخلص ومهمته أن ينتشر الحق في كل مكان، ومن أيّ مكان، ومن أيّ وعاء، وعلى أيّ فم.
إن من الخطأ البيِّن في هذا الباب أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت، ولا يحبه إلا أنت، ولا يدافع عنه إلا أنت، ولا يتبناه إلا أنت، ولا يخلص له إلا أنت.
ومن الجميل، وغاية النبل، والصدق الصادق مع النفس، وقوة الإرادة، وعمق الإخلاص؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام، ومدخولات النوايا.

كيف تجرى المقابلات الناجحة
المقابلة هي للمفاضلة بين اقل عدد بحيث أن الجميع مناسب بدرجات متفاوتة والهدف الحصول على الأفضل
6 نصائح لإجراء المقابلات الناجحة
*******************************
1- قم بالإعداد الجيد للمقابلة .
- حدد هدفك بالضبط حاول أن تتوقع نوع شخصية الشخص الذي ستقابله لتهيئ الأجواء المناسبة.
- قم بمراجعة أي معلومات متوفرة قد تعطيك خلفية معقولة عن الغرض الذي من أجله ستتم المقابلة.
2- هيئ جوا مريحا .
- حاول أن تهدئ من روع الشخص الذي ستقابله بمعاملته بدفء .
- أظهرا لتعاطف معه والامتنان لحضوره. ووضح له الهدف من المقابلة .
- اشرح له كيف ستجريها.و إذا قمت بتسجيل المقابلة اشرح له كيف سيتم استعمال الملاحظات التي تكتبها أولا شرطة التي يتم تسجيلها.
- إذا كان هناك أية قواعد تتبعها عندا جرائك للمقابلة فقم بتوضيحها للشخص الذي تجري معه المقابلة.
3- وجه الأسئلة التي تخدم غرضك.
- استمع بعناية لأجوبته وراقب رد فعله على أسئلتك.
- اكتب ملاحظاتك كاملة، سوف تشعر بسعادة لأنك فعلت ذلك؛
- لأن هذا سوف يساعدك على تمييز الشخص الذي كتبت عنه الملاحظات عن غيره.
4- أجب على أسئلة الشخص الذي تقابله .
- أجب على أسئلته في النهاية.
5- اخلق الإيحاء بأنك ستنهي المقابلة .
- لخص ما دار بينكما واختبر فهمه الصحيح لما تم الاتفاق عليه واتفق وإياه على متابعة ذلك.
6- قم بتنفيذ المتابعة المتفق عليها .
- وهذا يعتمد على نوع المقابلة، فقد يعني ذلك أن تقوم بإرسال المزيد من المعلومات،أو إرسال تقرير بما استطعت الوصول إليه، أو تحديد موعد لمقابلة أخرى.
****

دور الحوار الايجابي في الإشراف
الإشراف على نطاقه الواسع
أولا : ما دور الإشراف؟!!
دور الإشراف في تطوير أداء المعلمة ( العلمي والتربوي ).
دور الإشراف في الرقي بمستوى الطالبة علميا وسلوكيا .
دور الإشراف في التواصل مع المعلمة وتوطيد العلاقة والمحبة والتقدير و إبراز الطاقات المجتهدة والمبدعة والأفكار الناجحة .
ثانيا : من يقدم لمن؟ وماذا يقدم ؟
ماذا تقدم المديرة ورئيسة القسم للمشرفة ومن ثم ..
ماذا تقدم المشرف للمعلمة ومن ثم ...
ماذا تقدم المعلمة للطالبة .. ومن ثم ...
كيف تكون تلك الطالبة الحلم وماذا يمكن أن تقدم لأمتها ؟

الحوار الإيجابي ينعكس على العملية التعليمة والتربوية من خلال أثره على الإشراف التربوي وذلك :
1- العلاقة الإيجابية بين المشرفة ومن يرأسها وبذل الجهد في أن تقدم رئيسة الإشراف للمشرفة ما يعينها على أداء رسالتها ويحقق أفضل مستوى .
2- العلاقة الإيجابية بين المشرفة والمعلمة وكيف تصنع المشرفة من المعلمة شخصية ناجحة وتعتبر نجاح المعلمة من مهامها وأن المشكلة هي مشكلتها ، وأن المهمة هي مهمتها .
3- علاقة الرئيس بالمرؤوس ليست علاقة محاسبة وتأنيب و تصيد الهفوات واستعلاء ولكن هي علاقة تعاون وتكاتف ودعم وتشجيع وتكامل . فالأولى لا تنتج عملا ولا تهيئ جوا مناسبا للعمل والثانية تأتي بأفضل ما يمكن الوصول إليه .
4- جعل معيار نجاح عملية الحوار هو ما يظهر على الطالبة من تغير ايجابي من خلال هذه المنظومة من التعاملات والسلسلة من السلم الهرمي الوظيفي.
5- الشعور بأن المستهدف من العملية التعليمية والتربوية هي الطالبة وما تؤول اليه من علم وخلق وسلوك وفكر وهمة . وأن الذي يقدر على ذلك بتوفيق الله هي المعلمة الناجحة المبدعة ، وأن دور المشرفه هو ايجاد تلك المعلمة، ودور من وراء المشرفة هو عون المشرف والبذل لأجلها كي نحقق هذا ... وكذلك بقية الهرم.

يا بني أنت خير مني اليوم

توظيف الحوار في مجال العمل
يتم عن طريق ورش العمل للمتدربات

بناء على ما تم عرضه ومناقشته خلال الدورة:
كيف نوظف الحوار في تفعيل الإشراف والعمل التربوي لتحقيق أفضل النتائج و الوصول لأهدافنا التعليمية والتربوية ؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فاطمة




المساهمات : 979
تاريخ التسجيل : 05/04/2008

أدب الحوار Empty
مُساهمةموضوع: رد: أدب الحوار   أدب الحوار Emptyالأربعاء يوليو 11, 2012 12:08 am

تمرين فن الإنصات
ضع علامة (صح) أمام الإجابة الأكثر اتفاقا مع سلوكك ، وذلك ضمن جدول أسماء أعمدته هي:
الصفة دائما عادة أحيانا نادرا لا تنطبق
1. أحاول استعراض وتقييم كافة الحقائق قبل اتخاذ أي قرار
2. أهتم تماما بمشاعر وأحاديث المتحدث
3. أنجز المهام المكلف بها بأساليب ابتكاريه جديدة
4. أركز اهتمامي على ما يقوله المتحدث
5. أنتقي وأستخدم الكلمات الواضحة الملائمة في التعبير عن أفكاري
6. أشجع الآخرين على التعبير عن أفكارهم بحرية وصراحة
7. لدي القدرة على الربط بين الأفكار والمعلومات المطروحة
8. استمع لكل ما يقولـه الطرف الآخر ، بغض النظر عما إذا كنت متفقا معه أو لا
9. أحاول أن يشعر المتحدث دائما بأني مدرك لك ما يقوله
10. لدي القدرة على تذكر الأحداث بسرعة حتى في المواقف الصعبة
11. أركز على النقاط الرئيسية عندما أستمع إلى المعلومات شفهيا
12. أزود العاملين بالقدر الكافي من إرجاع الأثر بالنسبة لأعمالهم
13. أحاول باستمرار إرجاع الأثر للمرؤوسين عن مدى تقدمهم في العمل
14. أخذ في اعتباري حالة المتحدث المزاجية وتأثيرها على درجة استيعابه للرسالة المقدمة
15. أركز انتباهي واهتمامي على كل ما يقولـه الطرف الآخر
16. عندما أتحدث مع طرف آخر ، أراعي العوامل المؤثرة في الموقف والمؤثرة في الاتصال بيني وبينه
17. لدي القدرة على تذكر المعلومات حتى بعد فترة من الزمن
18. لدي القدرة على الاستجابة للمعلومات والاستفسارات بأسلوب يلائم وفي الوقت المناسب
19. عندما أتحدث مع طرف آخر أستطيع أن أستمع لما يدور بيننا من أحاديث
20. أحول مراقبة التعبيرات والتصرفات غير اللفظية التي تبدو من الطرف الآخر
21. لا أبدأ حديثي إلا بعد انتهاء الطرف الآخر من حديثه تماما
22. أؤمن تماما بأن الزمن كفيل بتغيير الأفراد الظروف المحيطة
23. أتغلب على كافة الأمور التي تتسبب في المقاطعة والتشويش في حديثي مع الطرف الآخر
24. لدي القدرة على استيعاب وفهم كل ما يقال
25. أبحث عن المعلومات وأحاول تجميعها حتى أتفهم الموقف بصورة أفضل
26. أتعامل مع الآخرين بأسلوب واضح ومباشر
27. أهتم بالنقاط الرئيسة وأتجنب الغرق في التفاصيل
28. أتجاوب بسرعة مع وجهات النظر التي لا أتفق معها
29. أستطيع أن أحدد بدقة الوقت المناسب للحديث والموضوع الذي سأتحدث فيه
30. لدي القدرة على تذكر كل ما دار من أسابيع مضت
عدد نقاط كل عمود
قيمة النقاط لكل عمود
الدرجة
العبارات، دائما (5)، عادة (4) ، أحيانا (3) ، نادرا (2) ، لا تنطبق (1).
نتيجة التقييم الذاتي لعادات الاتصال الفعال

العبارات، دائما (5)، عادة (4) ، أحيانا (3) ، نادرا (2) ، لا تنطبق (1).

135 – 150 إن لديك فهما ممتازا لعملية الاتصال وتقومين بها بكفاءة ، فحافظي على هذا المستوى الجيد! وسوف يساعدك تأمل هذا التمرين في تدعيم مهاراتك في الاتصال .
102 – 134 إن لديك فهما قويا لعملية الاتصال وتقومين بها في اغلب الأوقات بكفاءة ولديك عدد من الجوانب التي قد تحتاج إلى بعض التحسينات . اختاري جانبا محددا من جوانب الضعف في الاتصال وقومي بممارسة المهارات الخاصة به .
91 – 101 إن لديك فهما عاما لعملية الاتصال وتقومين بها أحيانا بكفاءة . كما انك تقعين باستمرار في مشكلات مع الآخرين أثناء الاتصال بهم . ولديك عدد من الجوانب تحتاج إلى تحسين .
45 - 90 إن أمامك فرصا عديدة لتحسين كفاءتك في الاتصال . كما إن مهاراتك ليست كافية لتوصيل رسالتك باستمرار إلى الآخرين بوضوح . ومن ثم قد يسيء الآخرون باستمرار فهم المعنى الذي تقصدين .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أدب الحوار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أخلاقية الأسلوب في الحوار الديني
» طريقة تعليم النحو عن طريق الحوار ــــ النشيد ــــــــــ المشهد التمثيلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فاطمة :: منتديات بوسى التقنية :: منتدى تعليمى-
انتقل الى: