أن تنتقل من قضية لأخرى, في عشوائية غير منهجية غارقا حتى أذنيك في شؤونك الخاصة؛سواء كانت هامة او غير هامة
وتصمّ أذنيك عن صوت من بقربك ومسألته
فأنت أناني
أن ترى العالم بعينك أنت ولا أقول بعينيك _إذ ان ووجود أكثر من عين لهو بشكل أو بآخر إشارة لاحتمالية تعدد وجهات النظر
فأنت أنانيّ
أن تستعمل الجميع لتحقيق أحلامك ومشاريعك وحتى أبجدياتك ثم تلفظهم كنواة استهلكت ثمرتها
فانت أنانيّ
أن تصمّ أذنيك عن أوجاع غيرك, في حين تطلق صوتك مسمعا إياه أرجاء الدنا في طفولية ونزق لشوكة تشاكها في إصبعك!!
فأنت أنانيّ
أن تأكل منوِّعا الأصناف, مبذرا الأنواع والكميات, فيما يستمر وزنك في تزايد لا يشهد هبوطا
فأنت أنانيّ
أن تعيش في حدود صورتك الشخصية
فتسعى لتجميل مظهرك وتحسين ملبسك وتدليل بشرتك وإرهاف حواسك غاضا البصر عن وجوه أخرى لم تنظر في الفترة الأخيرة إلى نفسها في المرآة فهي من كدّ لآخر
فأنت أنانيّ
أن تكون حدود اهتماماتك هي جدران أربعة تسكن في حدودها, ترممها إن هدمت وتعليها إن أردت
وتجلب إليها كل وسائل الراحة فيما تتكدس السيارات بمدخل بيتك
وغيرك؟ تهدم بيوتهم ,تؤويهم الخيام !!
الأرض فراشهم أو بعض بسيط الأثاث ما يكابدون به زخم الحاجات
وأنت؟ أنت تبدل كل فترة ما اقتنيت وقد "ترمي" ما لم يعجبك
فأنت أنانيّ
أن تعدم كلمة خير تواسي بها مجروحا
وتعدم منديلا تكفكف به دمعا
وتبحث عن موضوع آخر لتبدل صورة الألم التي فرضها عليك مكان ما وزمان ما
فأنت أنانيّ
أن تكتب لنفسك
وتقرأ لنفسك
وتعيش لنفسك
وتنجب لنفسك
بل وحتى تموت لنفسك
فأنت أنانيّ
أن تطوع مهاراتك وخبراتك ومعونتك الآخرين لتشنف أذنيك بآيات التمجيد والتصفيق
فأنت أنانيّ
أن تنام قرير العين والريح تزمر والمطر يتساقط فيما يحيطك دفء الغرفة والسرير وتبخل بدعاء واحد لمن تقرعهم السماء وتصفعهم الريح
فأنت أنانيّ
أن تبحث في المكتوبات عن مواضيع مسلية سريعة خفيفة ولا تكلف نفسك بقراءة مقال جاد او تحقيق حول أمر يهم وطنك ومستقبل أمتك
فأنت أنانيّ
أن ترمي التهم جزافا على الشرفاء في أمتك ومن حولك, ترميهم بحجارة اتهاماتك
أو تحجم نفسك أن تدفع عنهم بكلمة _خوفا أو موافقة_فيما يقذفون به من بهتان وكذب
بعد كل هذا قل لي
هل أنت أنانيّ؟؟!!