بسـم الله الرحمن الرحيم
أدركوا قيمتها وانبهروا بخصائصها، فخلبت العربية ألبابهم، واستقر عشقها في قلوبهم، وفاضت ألسنتهم تعبر عن مكنون تلك القلوب، فلنقرأ بعض ما قالوه عنها قديما وحديثا:
قال عمر بن الخطاب: تعلموا العربية فإنها من دينكم، وقال أيضا: تفقهوا في العربية، فإنها تزيد في العقل، وتثبت المروءة.
قال ابن تيمية: إن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب؛ فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهمان إلا باللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وقال الإمام الشافعي: على كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله تعالى، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير، وأمر به من التسبيح والتشهد وغير ذلك. وما ازداد من العلم باللسان الذي جعله الله لسان من ختم به نبوته، وأنزل به آخر كتبه، كان خيراً له.
وقال مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في وحي القلم: “ما ذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار، ومن هذا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضاً على الأمة المستعمرة، ويركبهم بها، ويشعرهم عظمته فيها، ويستلحقهم من ناحيتها، فيحكم عليهم أحكاما ثلاثة في عمل واحد: أما الأول فحبس لغتهم في لغته سجناً مؤبداً، وأما الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً، وأما الثالث فتقييد مستقبلهم في الاغلال التي يصنعها، فأمرهم من بعدها لأمره تبع”.
وقالت الدكتورة بنت الشاطىء (عائشة عبدالرحمن) : “حين تمتحن أمة بسرقة لسانها، تضيع، وتمسخ شخصيتها القومية، وتبتر من ماضيها وتراثها وتاريخها، ثم تظل محكوما عليها بأن تبقى أبدا تحت الوصاية الفكرية والوجدانية للمستعمر، حتى بعد أن يجلو عن أرضها. وبمضي الزمن يغدو هذا الاستعباد القهري ولاء فكريا لمن كان لها بالأمس عدوا”.
وقال الشيخ صالح بن حميد رئيس شؤون الحرمين : من أحب الله أحب محمداً(صلى الله على نبينا محمد )، ومن أحب محمداً أحب القرآن الكريم، ومن أحب القرآن الكريم أحب اللغة العربية، لذا كان تعلمها وإتقانها من الديانة؛ فهي أداة علم الشريعة، ومفتاح التفقه في الدين.
وقال عبدالعزيز بن عثمان التويجري: اللغة العربية قضية وجود، وقاعدة كيان، ودعامة النظام العربي الاسلامي.
وعن واجبنا نحوها يقول الدكتور رشاد سالم: لما كانت اللغة أوثق مقومات الأمة وأمتن روابطها الفكرية اصبح من الواجب على كل فرد من أفراد هذه الأمة أن يرسخ آصرة اللغة في نفسه، وأن يحافظ على صفائها ونقائها ويصونها من غوائل الدخيل ولوثات اللحن...
اللهم اجعلنا حماة لهذا الدين وهذه اللغة العظيمة ...