فطر الله سبحانه وتعالى آدم وذريته من بني البشر على التعلم، فيقول عز وجل في سورة البقرة «وعلم آدم الأسماء كلها» الآية، والقابلية للنمو والزيادة التي مُيز بها بنو آدم عن سائر الخلق؛ تمثلت في نعمة العقل، أول وأجل النعم، به يهتدي العبد إلى ربه، وبه أيضا تُعرف الآيات والسنن التي أودعها الخالق كونه، وبفطرة العقل يستدل المخلوق على عظمة مبدعه، فيقبل على عبادة ربه برغبة تدفعه إلى عمارة الأرض، ورهبة تحثه على توجيه سلوكه نحو إرضاء مولاه (التعلم الفطري)، وفي هذا النوع من التعلم تنمو قدرات الفرد الطبيعية بتوازن ليتمكن من استغلال ما أودع الله فيه من قدرات ويستثمرها بما يعود عليه بالنفع أولاً، وعلى مجتمعه ثانياً. والتربية جزء من النظام الاجتماعي، تهتم بإعداد الفرد الذي يساهم في بناء مجتمعه بإيجابية، ليتمكن من الحياة بصورة كريمة يقدم فيها لمجتمعه بقدر ما يأخذ؛ وإذا كانت الأمة عبارة عن مجموعات من الأفراد؛ فإنه بحق وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة.
ولتفعيل التدريس الإبداعي يجب أن نركز جهودنا على:
العمل على تنمية رغبة الطلاب في التعليم، وزيادة دافعيتهم للعمل من أجل التعلم، فمن السهل أن تقود الحصان إلى الماء، ولكن ليس من السهل أن تجبره على الشرب، وتركيز المعلمين على تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب من خلال المحتوى المعرفي «المقررات الدراسية»، وهذا يتطلب أن نغير نظرتنا إلى المقرر من أنه هدف يجب على الطلاب أن يتجرعوا جميع محتوياته، إلى أنه وسيلة لتنمية قدرات التلاميذ على التفكير الإيجابي والمنتج، فتزداد ثقتهم بأفكارهم، وتتحسن صورهم عن أنفسهم.
ويبدو أن تشكيل إنسان عصر المعلومات، وعصر صناعات المقدرة العقلية يعتمد أساساً على عدد من المتغيرات؛ المقررات، البيئة، تنوع مصادر التعلم، وغيرها؛ إلا أن المنفذ لذلك كله هو المعلم، والمًشكل لسلوك الطالب هو طرائق التدريس التي يتبناها فهي التي تنمي الرغبة في التعلم أو توقفها؛ فالأولوية في التطوير تكون لطرائق التدريس بطريقة تلبي احتياجات الفترة القادمة والتي تنحصر بعد تعميق الإيمان بالله سبحانه وتعالى في تنمية الرغبة في العمل للتعلم «التعلم الذاتي»، تنمية قدرة الطلاب على التفكير «تنمية مهارات التفكير الإبداعي»، ومهارات الاتصال لدى الطلاب «أدوات التفكير»، وتنمية مهارات القيادة «المبادرة». والرغبة في العمل الجماعي « روح الفريق _ الانتماء»، إضافة إلى زيادة الوعي بأهمية الوقت «الفرق بين التبعية والتحكم»، تطوير مناخ صفي يحقق مبدأ الفعالية «المناخ الاجتماعي الانفعالي".
وقد حث الدين الإسلامي على استخدام العقل للتفكر والتدبر في آيات الله، وهو في الواقع أمر للمؤمن بأن يتعلم ذلك لأنه لا يمكن أن نفكر بدون معرفة. وتهدف عملية التفكير عموماً إلى جمع المعلومات والربط بينها لتوليد معارف جديدة أو تكوين أنماط تفكير جديدة، وهذه القدرة التي أودعها الله في العقل «توليد المعارف الجديدة، أو تكوين أنماط التفكير الجديدة " قد يعاق نموها إذا استخدمنا أساليب تدريس تعتبر العقل آلة لحفظ المعلومات فقط أو لحفظ أنماط سائدة من التفكير.
إن تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى الطلاب؛ هي في الواقع تدريب للفرد على ابتكار أنماط تفكير جديدة، بتنظيم أو إعادة تنظيم المعارف، كما أن تنمية هذه المهارات يساهم في زيادة وعي الفرد بقدراته، ويكسبه ثقة في نفسه تعينه على التغلب على مشاكل الحياة في المستقبل، وهذا يمثل غاية التربية.
والعصف الذهني من أساليب سوق العمل المستخدمة في إنتاج أفكار تساهم في التغلب على مشاكل التسويق، ونظرا لأثاره الإيجابية في تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى المشاركين، فقد حظي باهتمام بالغ في الحقل التربوي، وأصبح من أساليب التدريس التي تعمل على نمو مهارات التفكير الإبداعي لدى الطلاب؛ وهو عبارة عن مجموعة متناسقة من الإجراءات الصفية التي يخططها وينفذها المعلم مع الطلاب لتعمل على تشكيل شخصية إنسان عصر المعلومات