مفهوم الجودة الشاملة!

مفهوم الجودة الشاملة!
________________________________________

( هي عملية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم تستمد طاقة حركتها من المعلومات التي نتمكن في إطارها من تنظيف مواهب العاملين في المنشأة واستثمار قدراتهم الفكرية مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر ) .


بعض مبررات تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة ومنها :

1 ـ ارتباط الجودة بالإنتاجية .

2 ـ اتصاف نظام الجودة بالشمولية في كافة المجالات .

3ـ عالمية نظام الجودة ، وهي سمة من سمات العصر الحديث .

4ـ عدم جدوى بعض الأنظمة والأساليب الإدارية السائدة في تحقيق الجودة المطلوبة .

5 ـ نجاح تطبيق نظام الجودة الشاملة في العديد من المؤسسات والمنشئات

الجودة الشاملة تحتاج في تطبيقها إلى القيادة الواعية والسياسات والاستراتجيات التي ينبغي أتباعها لتطبيق نظام الجودة الشاملة في كافة المؤسسات وأن هذه الإستراتيجيات يجب أن تدعم بخطط وأهداف وطرق عمل .

مهام مديري القطاعات في تطوير وإطلاق المعارف والقدرات الكاملة للعاملين على المستوى الفردي والجماعي ، معتمدين على المستوى العام للؤسسة والخطط والأنشطة لتوفير الدعم لسياستها وكفاءة الأداء وآليات العمل .

كيفية قيام المدير بالتخطيط وإدارة الشركاء الخارجيين ، والمصادر الداخلية في سبيل دعم السياسات والإستراتيجيات وفاعلية الأداء والعمل ، ثم كيف تقوم المؤسسة في تصميم وإدارة وتطوير عملياتها في سبيل دعم السياسات والإجراءات ، ومن ثم إرضاء المستفيدين ، وزيادة المكاسب لهم .

بعض المبادئ التي تقوم عليها الجودة الشاملة ومنها :

1 ـ التركيز على التعرف على احتياجات وتوقعات المستفيدين والسعي لتحقيقها .

2ـ التأكيد على أن التحسن والتطوير عملية مستمرة .

3 ـ التركيز على الوقاية بدلا من البحث عن العلاج .

4 ـ التركيز على العمل الجماعي .

5 ـ اتخاذ القرار بناء على الحقائق .

6 ـ تمكين المعلمين من الأداء الجيد .


أهداف إدارة الجودة الشاملة ومنها :

1 ـ حدوث تغيير في جودة الأداء .

2 ـ تطوير أساليب العمل .

3 ـ الرفع من مهارات العاملين وقدراتهم .

4 ـ تحسين بيئة العمل .

5 ـ الحرص على بناء وتعزيز العلاقات الإنسانية .

6 ـ تقوية الولاء للعمل والمؤسسة والمنشأة .

7 ـ تقليل إجراءات العمل الروتينية واختصارها من حيث الوقت والتكلفة .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو :

ما هي متطلبات تطبيق نظام الجودة الشاملة ؟


1 ـ تهيئة مناخ العمل والثقافة التنظيمية للمؤسسة

2 ـ قياس الأداء للجودة .

3 ـ إدارة فاعلة للموارد البشرية بالمؤسسة

4 ـ تعليم وتدريب مستمرين لكافة الأفراد .

5 ـ تبني أنماط قيادية مناسبة لنظام إدارة الجودة الشاملة .

6 ـ مشاركة جميع العاملين في الجهود المبذولة لتحسين مستوى الأداء .

7 ـ تأسيس نظام معلومات دقيق لإدارة الجودة الشاملة .

ولكن هل يمكن توظيف الجودة الشاملة في المستشفيات ؟
نظام الجودة الشاملة نظام عالمي يمكن تطبيقه في كافة المؤسسات والمستشفيات، غير أنه يحتاج إلى دقة في التنفيذ ، وتهيئة المناخ المناسب لتفعيله ناهيك عن النفقات الكبيرة التي تحتاجها المؤسسة أثناء عملية التطبيق وخاصة فيما يتعلق بتوفير البيئة المناسبة من مبان ومرافق وتدريب للكوادر البشرية

تسلمى على هذا الموضوع واسمحى لى بالاضافة لموضوع يكمل ما بداتيه وهو :
مفهوم الجودة من منظور إسلامي


<>الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين <br><br>إنَّ ما يميز ديننا الإسلامي الحنيف هي شموليته
لجميع شؤون الحياة لقوله تعالى{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا
لِّكُلِّ شَيْءٍ } وبالإضافة إلى شموليته جاء هذا الدين الرباني كاملاً لهداية
البشرية ومن أعلى مقامات الإيمان فيه مقام الإحسان لقوله تعالى {الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الإِسْلاَمَ دِينًا }.<br>كما يمتاز الفكر الإداري الإسلامي عن غيره باستناده على
القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وبما يحملانه من ثوابت ، وحسن ربط بين الدين
والدنيا ، وتأكيده على أهمية العمل وتجويده في حياة المسلم وفقاً لأعلى المعايير
تلبية لتعاليم ديننا الحنيف بإتقان العمل وجودته وتحقيقاً لأعلى درجات العلاقة مع
الله وهي الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وهذه
العلاقة لو وضعها كل واحد منا نصب عينه لما احتاج إلى من يراقبه أو يشرف عليه إلاّ
من باب تطلعه الذاتي إلى أعلى درجات الإتقان والكمال .<br><br>ومن خلال التركيز على
أبعاد مفهوم الجودة من المنظور الإسلامي بتأصيلها من المصادر الإسلامية من الآيات
القرآنية والأحاديث الشريفة وإسهامات الفكر الإسلامي ، نجد أن ديننا الحنيف قد أصّل
لفكر الجودة أو لثقافة الإتقان أو الإحسان . فالمسلم في جميع أعماله الدينية
والدنيوية مطالب ليس في مجرد الانصياع والقيام بالعمل فحسب ، بل يتعداه إلى العمل
المتقن وإحسان العمل . وقد وردت كلمة " إحسان " في القرآن الكريم (11) مرة ، وكلمة
" أحسن " (53) مرة ، وكلمة " حسن " (165) مرة، قال تعالى :<br>ـ { الَّذِي خَلَقَ
الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا }.<br>ـ {
َجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }<br>ـ { وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ }<br>ـ { وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ }<br>كما أن
نبي الأمة ومعلم البشرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم خير خلق الله
أجمعين وقدوة العاملين يحث أصحابه على الإحسان والإتقان في العمل وجودته ، فيقول
عليه أفضل الصلاة والسلام :<br>ـ [ إن الله يحب من العامل إذا عمل أن يحسن ].<br>ـ
[ الإحسان أ ن تعبد الله كأنك تراه .فإن لم تكن تراه فإنه يراك ] .<br>والجدير ذكره
، أن معنى ومفهوم الجودة في الفكر الإسلامي يتميز عن معناه ومفهومه في الفكر
الإداري المعاصر ، كونها أي الجودة تعني الإحسان والإتقان والإجادة في كل شيء يعمله
المسلم ، والذي يعني إجمالي السمات والخصائص لمنتج أو خدمة مقدمة ترضي الله ـ
سبحانه وتعالى ـ أولاً ثم المستفيد منها من خلال استشعاره بالرقابة الذاتية للعامل
والتي هي أساس الرقابة في الإسلام ، لقوله تعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا
لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } وقوله تعالى {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ
فِي عُنُقِهِ } فالإنسان المسلم كلما أحس بأنه محاسب ومراقب من خالقه عز وجل كلما
ازداد إيمانه وخشي الله ـ سبحانه وتعالى ـ يخاف من عقابه ويطمع في ثوابه ، لقوله
تعالى {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } <br>فالإحسان هو القيام بأمر ما على
نحو أفضل من المفروض وهو جوهر الدين وروحه وبدونه لا تؤدى العبادات مقاصدها في
تزكية النفس وتربيتها . وفي الحديث الشريف ما يؤكد وجوب استحضار رقابة الله سبحانه
وتعالى في السر والعلن في جميع الأوقات ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( اتق الله
حيثما كنت ،واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) فكان ذلك الإحسان
والشعور المتقد الذي جسّده الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ في توجيه
لرعيته " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم " <br>فمن
خلال التوجيهات الربانية في محكم التنزيل ومن خلال أقوال وأفعال المصطفى عليه وآله
أفضل الصلاة والتسليم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين ، نجد حث واضح وصريح على
التأكيد على تجويد وإتقان العمل المناط بالإنسان ، ومحاسبته على ما يقوم به من
أعمال ، وبالتالي نستخلص نتيجة مؤداها أن الإحسان والإتقان والإجادة والجودة
بالمفهوم المعاصر مبادئ رئيسة من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف .<br>وعلى الرغم من
أن مفهوم الجودة أو الإحسان أو الإتقان في ديننا الحنيف يتفق مع مفهوم الجودة في
الغرب في تحقيق رضا وتوقعات المستفيد ، إلاّ أنه يتخطاه في عنصر مراقبة الخالق عز
وجل " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " وهو ما يضفي على العمل المزيد من الإجادة
والإحسان من خلال الرقابة الذاتية،لقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الله كتب
الإحسان على كل شيء ) بما يفيد عموم الإحسان لكافة مجالات الحياة ، إذ أنه أي
الإحسان أعم وأدق وأشمل وأعلى من مفهوم الجودة الذي يُعد مفهوماً متحركاً .<br>لذا
فالجودة أو الإحسان بالمفهوم الذي طرحناه وما نتطلع إليه أن يكون فعالاً ومؤثراً في
كافة أعمالنا سينعكس ـ بمشيئة الله ـ إيجابياً على مدخلات وعمليات ومخرجات تلك
الأعمال ، مما يبرزها على أنها أعمال متقنة ومنظمة تعكس صورة الإسلام الصحيحة في
زمن يتعرض فيه ديننا الحنيف إلى هجمات شرسة تتهمه بالعشوائية والتخبط .<br>والسؤال
الذي أطرحه هنا :<br>كيف يمكننا تحقيق الإحسان في كافة أعمالنا ؟ والإجابة عليه
تكمن في القدوة الحسنة التي تملك مفاتيح التغيير في أسلوب التفكير في طريقه أداء
العمل وتحويل الأقوال إلى أفعال .<br><br>منقـــــــــــــــــــــــــــــول</b></div><br>[center]

الأستاذ الفاضل / المعلم
لك كل الشكر على هذا الاثراء المتميز
دمت لنا وبيننا بكل نقاء