--------------------------------------------------------------------------------
(الأساليب التعليمية في منهج النبي خير البرية)
إعداد دكتور/ وحيد حامد عبد الرشيد
الملامح التعليمية قبل بعثة النبي:جاء النبي الكريم في عصر انتشرت فيه الأساطير وسيطرت فيه الخرافات على عقول البشر، حيث كان الشرك وعبادة الأصنام أكبر مظهر من مظاهر دين أهل الجاهلية من قريش والجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد (عليه الصلاة و السلام) ،فقد كانوا يعبدونها ويعكفون عليها ويلتجئون إليها، ويستغيثون إليها في الشدائد ويدعونها لحاجتهم معتقدين أنها تحقق لهم ما يريدون ، بالإضافة إلى انتشار الرذائل مثل : الزنا وشرب الخمر ، كما أن الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد(عليه الصلاة و السلام) كانت مجموعة من القبائل المتناحرة والمتباغضة يأكل القوى فيهم الضعيف ، وكانتا المسيحية و اليهودية موجودتان أيضا في شبه الجزيرة العربية ومن أشهر رموزها بحيرا الراهب وغيره. وكانوا يخفون كثير من أحكام كتبهم المنزلة من عند الله، ولا يعملون بها ويحلون ما حرم الله أو يحرمون على الناس ما أحل الله وكان كثير منهم يأكلون أموال الناس بالباطل ويثيرون الفتن الطائفية بين القبائل لتقع النزاعات والحروب القبلية وتكون لهم الكلمة العليا، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (إبراهيم: 24)، فجاء الإسلام ليحرم الطاعة المطلقة لأحد من البشر إلا في المعروف. وجاء ليبين للناس ما أخفاه الأحبار و الرهبان من أحكام في كتبهم وحرم الظلم بين الناس .وكان العرب يتبعون أساليبا معينة في التعليم معظمها خاطئ، مثل التأنيب والعقاب والاستهزاء بالآخرين، وكانت تأخذهم حميَّة الجاهلية، قال الله تعالى : (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ)(الحجرات : 26) .وكانوا يستقون معلوماتهم من الكهان والعرافين، ويقتنعون بكلام المنجمين المزخرف.تلك هى ملامح العصر الذي جاء فيه النبي وتلك هى ملامحه التربوية والتعليمية ، فجاء الحبيب صلى الله عليه وسلم ليخرجهم من الظلمات إلى النور، قال الله تعالى: (الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد) (إبراهيم :1). وقد استخدم في نشر دعوته وتعليم البشرية جمعاء أفضل الأساليب التربوية والتعليمية ، تلك الأساليب تتوافق مع أحدث النظريات التربوية التي يؤكد صحتها عدد كبير من العلماء اليوم. ومن هذه الأساليب ؛ التدرج من العام إلى الخاص، أسلوب الترغيب أكثر من الترهيب ، التدرج في الأعمال والمعلومات، المثل والقدوة ، الحوار والمناقشة ،القصة والحكاية ،طرح السؤال ، واستعادة السؤال، وسوف يتناول الحديث هنا إحدى الاستراتيجيات التعليمية التي استخدمها النبي في تعليم أصحابه ، وهى إستراتيجية طرح الأسئلة :مفهوم إستراتيجية طرح الأسئلة:يعد مصطلح الإستراتيجية من المصطلحات العسكرية والتي تعني استخدام الوسائل لتحقيق الأهداف، فالإستراتيجية تعني أصول القيادة الذي لا اعوجاج فيه، فهي تخطيط عال المستوى، ومن ذلك الإستراتيجية العسكرية أو السياسية التي تضمن للإنسان تحقيق الأهداف من خلال استخدامه وسائل معينة ، وتعني أيضا بأنها علم وفن التخطيط والتكتيك والعمليات ، وقد تطور مفهوم الإستراتيجية واستعمل في شتى مناح الحياة العامة: الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية....، وفى العملية التربوية تعرف كوثر كوجك الإستراتيجية بأنها "خطة عمل عامة توضع لتحقيق أهداف معينة، ولتمنع تحقيق مخرجات غير مرغوب فيها "ويعرفها حسن شحاتة وزينب النجار بأنها " مجموعة من الإجراءات الإرشادية التي تحدد وتوجه مسار عمل المعلم للوصول إلى مخرجات أو نواتج تعليم محددة منها ما هو عقلي معرفي أو وجداني أو نفس حركي .وتعرف إستراتيجية طرح الأسئلة بأنها :"وأما تعريف السؤال فيقصد به:" كل عبارة تنطوي على مطالبة المدرس للطلاب بإجابة ترتبط بهدف تعليمي محدد"ويعرف أيضا بأنه:" جملة مركبة لغوياً ،تأخذ صيغة الاستفهام و لها وظيفة الاستفهام وهي أفضل الوسائل لجمع المعلومات واكتشاف المواقف الغامضة ."وأما المقصود بإستراتيجية طرح السؤال فهى:" مجموعة الإجراءات التي يقوم بها المعلم والمتعلمون معاً في تتابع منطقي لتناول موضوعات تعليمية معينة من خلال طرح مجموعة متنوعة من التساؤلات حول تلك الموضوعات وتتطلب من المتعلمين إمعان الفكر في التوصل إلى إجابات مرضية عن تلك التساؤلات "النبي وإستراتيجية طرح الأسئلة :إن المتأمل في دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم- يجد فيها الأسوة والقدوة في كل مجال من مجالات الحياة ، سواء في مجال العبادة والعقيدة والأخلاق والمعاملات، وكذلك طريقة التعليم.وفى مجال التعليم بالإضافة إلى رفقه ولينه، وحلمه وسعة صدره في تعليمه، فإنه علَّمنا أساليب رائدة في التعليم، ولفت الانتباه والجمع بين الإقناع العقلي، والتأثير العاطفي.وحول ذلك يقول معاوية بن الحكم السلمي: (فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه؛ فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني) رواه مسلم.فما أحوجنا اليوم جميعا من؛ معلمين وآباء ومربين ومسئولين عن تربية أبنائنا إلى التعلم من آدابه وأخلاقه،وحسن تعليمه،وأساليب تعليمه(صلى الله عليه وسلم )ومن الأساليب التربوية التي استخدمها نبينا الكريم، أسلوب طرح الأسئلة، الذي يعد من أهم الأساليب التربوية التي يوصى بها اليوم علماء التربية في تعليم الطلاب ، فقد استخدم النبي هذا الأسلوب في تعليم من حوله . والمتأمل في السنة النبوية يجد بوضوح أن هذا الأسلوب التربوي التي كان يبتدئ بها -عليه الصلاة والسلام- أصحابه يعد من أهم ركائز المنهج النبوي في التعليم. والناظر في تلك الأحاديث يدرك مدى أثر هذا المنهج في استثارة فكر الصحابة -رضوان الله عليهم-، وتنمية قدراتهم علي البحث والمناقشة والاستنتاج.-فعن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال : (إنما شفاء العيُّ السؤال) -والعيُّ: هو الجهل-. ومن الأحاديث التي وردت عن النبي وتبين مدى اهتمامه بأسلوب طرح الأسئلة ، نجد حديث معاذ المشهور أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قال: الله ورسوله أعلم. ثلاثاً....) ثم أجابه.وحديث: (أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها...) صححه الألباني في الأدب المفرد للبخاري. وحديث: (يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) رواه مسلم.وحديث: (أتدرون من المفلس؟) رواه مسلم.. وحديث: (أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته ) رواه مسلم. وحديثه صلى الله عليه وسلم لما سمع أحد الصحابة يدعو ويقول يا حي يا قيوم قال النبي: أتدرون بم يدعو؟ لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى . وحديث النبي عندما سأل أصحابه وهو يحدثهم عن باب التوبة الذي خلقه الله قبل خلق آدم " أتدرون ما الباب"؟ فقالوا "لا يا رسول الله" قال "الباب هو التوبة" ، وحديثه :" قال النبي : أتدرون من التّائب؟".ومن القصص التي توضح اهتمام النبي بأسلوب السؤال قصته مع معاذ ، وهى عندما بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) معاذ إلى اليمن قال له: بما تحكم يا معاذ، قال معاذ: بكتاب الله، قال : فإن لم تجد في كتاب الله، قال: فبسنة رسول الله ، قال: فإن لم تجد، قال معاذ: فأجتهد برأيي. فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله.وإلى غير ذلك من القصص والأحاديث النبوية الشريفة ،التي جاءت مبينة أهمية أسلوب طرح السؤال الذي استخدمه النبي مع أصحابة. وقد غرس النبي هذا الأسلوب التربوي في أصحابه حتى النساء كن يسألن ويتعلمن أمور دينهم ودنياهم فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ رضى الله عنها ، قَالَتْ : " نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ ، لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ وَأَنْ يَسْأَلْنَ عَنْهُ ، وَلَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ النُّورِ شَقَّقْنَ حَوَاجِزَ أَوْ حُجُورَ مَنَاطِقِهِنَّ فَاتَّخَذْنَهَا خُمُرًا ، وَجَاءَتْ فُلانَةُ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ ، كَيْفَ أَغْتَسِلُ مِنَ الْمَحِيضِ ؟ قَالَ : " لِتَأْخُذْ إِحْدَاكُنَّ سِدْرَتَهَا وَمَاءَهَا ، ثُمَّ لِتُطَهِّرْ فَلْتُحْسِنِ الطُّهُورَ ، ثُمَّ لِتَفْيِضْ عَلَى رَأْسِهَا ، وَلْتُلْصِقْ بِشُئُونِ رَأْسِهَا ، ثُمَّ لِتُفِيضْ عَلَى جَسَدِهَا ، وَلْتَأْخُذْ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً " أَوْ قِرْصَةً ، قَالَ يَحْيَى : فِرْصَةً وَهُوَ الصَّحِيحُ " فَلْتَطَّهَّرْ بِهَا " يَعْنِي الْفِرْصَةَ الْمُمَسَّكَةَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : مِنَ الذَّرِيرَةِ ، قَالَتْ : " كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا ؟ فَاسْتَحَيَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَتَرَ مِنْهَا ، وَقَالَ : " سُبْحَانَ اللَّهِ ، تَطَهَّرِي بِهَا " قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَحْتُ الَّذِي قَالَ فَأَخَذْتُ بِجَيْبِ دِرْعِهَا فَقُلْتُ : تَتَبَّعِي بِهَا آثَارَ الدَّمِأهمية إستراتيجية طرح السؤال:أحب هنا أطرح سؤال وهو : لماذا استخدم النبي هذا أسلوب طرح السؤال في تعليم أصحابه؟ أجد أن الإجابة عن هذا السؤال تتمثل في نقاط عدة ، يمكن إجنالها في الغرضين التاليين :1- جذب انتباه الصحابة رضوان الله عليهم وبث الشوق في نفوسهم وتطلعهم لمعرفة الإجابة.2- استخراج ما عند الصحابة من فهم، فإن كان صحيحاً أقره لهم صلى الله عليه وسلم، وإن كان فيه خلل صححه لهم.وإلى جانب ذلك يمكن إضافة الفوائد التالية لإستراتيجية طرح السؤال :- في تعويد الإنسان على طرح الأسئلة: إثارةٌ للروح العلمية، وتدرّبٌ على أساليب النقاش، ونموٌ لملكات النقد والتحليل؛ وهذا يسهم في رقي التفكير، ونمو العقل، وشحذ الذهن، وتقويه الحجة والبيان، والثقة بالنفس.- ومن فوائد التعود على طرح الأسئلة: التشجيع على حب الفضول، والرغبة في الاكتشاف؛ مما يساعد على زيادة الإطلاع، والقراءة والتدبر في العلوم.- إن طرح الأسئلة الجيدة تساعد في تعلم الفرد المثابرة، والصبر، والتدريب الذاتي المستمر، وبذل الجهد في تحصيل المعرفة والعلم.-طـرح الأســئلة ُيعـد مهـارة للتـفـاعـل بين المعـلم والمتعـلميـن في المواقــف التعليمية وتختلف الأسـئلة في أنواعها وأغراضها وطبقا ً لمراحــل نمو المتعــلم كما تختلف أســئلة المعـلم عن أســئلة المتعـلم تبعـاً لاختلاف المحتوى الدراسي-الأسئلة الجيدة تحـقق الأهداف التعـليمية للدرس وإستراتيجية التدريس الفــعالة الهدف التعليمي هو صياغة دقيقة ومحددة لسلوك معين قابل للملاحظة والقـياس ويؤديه المتعلم بـدقــة في نهـاية تعـلمــه-الأسـئلة من المستويات المعــرفية المختلفة وتراعي المستويات العقلية المختلفة وتراعي كذلك الفروق الفردية بين المتعـلميـن.ويذكر (زيزفون وآخرون،1998) أهمية أسلوب طرح الأسئلة كإستراتيجية تربوية في النقاط التالية: - أفضل وسيلة اتصال بين المعلم وطلابه وبين الطلاب مع بعضهم البعض.-إثارة اهتمام الطلبة وحفزهم على المشاركة.-تعيين المعرفة السابقة لدى الطلبة قبل بدء الدرس.-تعين أفكار الطلبة وكذلك تنظمها.-توجيه تفكير الطلبة نحو مستويات أعلى من التفكير.-إعادة انضباط الطلبة المشاغبون وذلك بالطلب منهم تبرير سلوكهم.- للفت انتباه التلاميذ للإصغاء والتركيز وخاصة الطلاب الذين يعانون من ضعف في الانتباه.-تشخيص مواطن الضعف والقوة لدى الطلاب.- مساعدة الطلبة على تطوير المفاهيم وكشف العلاقات.-مراجعة الدروس أو تلخيصها.-تحري استيعاب الطلاب بشكل غير رسمي.-لتقديم التمارين والتطبيقات.-لتفسير المعاني واستفسار الطلاب.- للتركيز على نقاط معينة في الدرس وإبراز أهميتها.- لاكتشاف اهتمامات الطلبة.- لتشخيص مصاعب التعلم.- لتقويم تحصيل الطلاب.-إفساح المجال للتعبير عن الرأي وخاصة من قبل الطلاب.ويمكن اختتام هذا الجزء من أهمية إستراتيجية طرح السؤال بنتائج بعض الدراسات ، حيث أوضحت تلك النتائج أن الإنسان يتذكر بعد شهر 13% من المعلومات التي قد تلقاها عن طريق السمع ، ويتذكر 75% من المعلومات التي قد تلقاها عن طريق السمع والبصر معا ، ويتذكر 95% من المعلومات التي تلقاها عن طريق الحوار وطرح الأسئلة السلف الصالح وإستراتيجية طرح الأسئلة :لقد اقتدى سلفنا الصالح بالأساليب التربوية للنبي صلى الله عليه وسلم ،وعدوا أسلوب طرح السؤال من أهم وسائل الحصول على العلم؛ حتى إن الحافظ أبا عمر ابن عبد البر في كتابه القيم المفيد "جامع بيان العلم وفضله" أفرد بابًا بعنوان "باب حمد السؤال والإلحاح في طلب العلم وقد ساق الإمام ابن عبد البر نصوصًا كثيرة من كلام السلف في أهميه السؤال منها: ما ورد عن معاوية ابن أبي سفيان -رضي الله عنهما-: أنه دعا دغفلًا النسابة، فسأله عن العربية، وسأله عن أنساب الناس، وسأله عن النجوم؛ فإذا رجلٌ عالم، قال من أين حفظت هذا؟ قال: "حفظت هذا بقلبٍ عقول، ولسانٍ سؤول".وثبت عن الأمام الحافظ محمد ابن شهابٍ الزهري أنه قال: "إن هذا العلم خزائن وتفتحها المسألة"، وفي روايةٍ أخرى عنه قال: "العلم خزائن، ومفاتيحها السؤال".ومما ورد عن السلف في فضل السؤال وأهميته؛ ما جاء عن وهبٍ ابن منبِّه، وسليمان ابن يسار وهما من علماء التابعين، أنهما قالا: حسن المسألة نصف العلم؛ وذلك لأن السؤال الذكي الدقيق الواضح، يُسهِّل الوصول للإجابة؛ فمن أحسن صياغة الأسئلة، وأتقن تركيبها، ومهر في معرفة شروطها وضوابطها وأنواعها، فقد حاز نصف العلم؛ وهل العلم إلا سؤالٌ وجواب؟وعن الخليل ابن أحمد الفراهيدي أنه قال: "العلوم أقفال، والسؤالات مفاتيحها"، وقال أيضًا: "ولا تجزع بتفريع السؤال؛ فإنه ينبهك على علم ما لم تعلم".وسُئل الأصمعي وهو من علماء العربية المشهورين: بما نلت ما نلت؟ قال: "بكثرة السؤال، وتلقْف الحكمة الشرود".وقال الإمام ابن القيم: "من أهم مراتب العلم حسن السؤال"، وبيَّن -رحمه الله- أن من الناس من يُحرَم العلم؛ لعدم حسن سؤاله إما لأنه: لا يسأل بحال، أو يسأل عن شيءٍ لا أهمية له؛ كما يسأل عن فضول العلم التي لا يضر جهله بها، ويدع ما لا غنى له عن معرفته؛ كحال كثيرٍ من الجهال المتعلمين. ويرى الحافظ ابن حجر -رحمه الله- أن العلم سؤالٌ وجواب.مهارة طرح السؤال :لكي يحافظ المعلم على التفاعل الايجابي داخل البيئة الصفية بينه وبين طلابه وبين الطلاب وبعضهم البعض ، عليه أن يتقن ثلاث مهارات وهي أولاً : مهارة صياغة الأسئلة ثانياٍ : مهارة طـرح الأسئلــةثالثاً : مهارة تلــقي الإجـابات*مهارة صياغة الأسئلة:-يشتق السؤال من الأهداف التربوية ومن الهدف السلوكي. -تكون صياغة السؤال واضحة وبكلمات بسيطة ومفهومة-يحتوي السؤال الواحد على مطلب واحد -تتنوع الأسئلة بحيث تتدرج من المعرفة إلى الفهم ومنها إلى مهارات التفكير عليا .* مهارة طرح الأسئلة: -توجيه السؤال لجميع الطلاب في الفصل ثم اختيار احدهم -عدم توجيه الأسئلة إلى الطلاب بالتسلسل. - العدل في توزيع الأسئلة على طلاب الفصل وعدم التخصيص .- إعطــاء الطلاب وقتاً كافيا للتفكير في السؤال قبل الإجابة عليه.مهارة تلقي الإجابة:- الاستماع باهتمام لإجابة الطالب سواءً من قبل المعلم أو من طلاب الفصل . - تعزيز الإجابات الصحيحة لفظياً أو ماديا- عدم السخرية من إجابة الطالب إذا كانت خاطئة
المراجـــــــع :-
أحمد عبد السلام ،" حسن تعليم النبي لأصحابه "، متاح على- /.
http://www.islamdor.com/vb/showthread.php?t=10429- حسن شحاتة وزينب النجار ، معجم المصطلحات التربوية والنفسية – إنجليزي – عربي ، القاهرة : الدار المصرية اللبنانية ، 2003م- عبد الدائم الكحيل،" أساليب الرسول صلى الله عليه وسلم في التعليم"، متاح على
http://elamerat.yoo7.com/t1753-topic-" مهارة طرح الأسئلة "، متاح على
http://zoubir.ahlamontada.net/t17-topic************هذا والله تعالى من وراء القصد